"فاينانشيال تايمز": على الدوحة الاختيار بين واشنطن أو طهران ولا مجال للحياد

  • 11/13/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وضعت العقوبات الأميركية على إيران النظام القطري في وضع صعب؛ نظراً للتقارب الإيراني القطري واتفاق سياساتهما الخارجية والتحالف المبرم بينهما منذ فترة تسبق بكثير المقاطعة العربية لدوحة الإرهاب والأزمات. وأوضح تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية كتبه «نيك باتلر»، أن المرحلة التالية من النزاع المستمر منذ ثلاثين عاماً بين الولايات المتحدة وإيران بدأ بفرض جولة جديدة من العقوبات على طهران الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن أحد الأسئلة العديدة هو كيف سيؤثر ذلك على قطر تحديداً، مؤكداً أن النظام القطري يعتمد بطرق مختلفة على كل من واشنطن وطهران، وبالتالي يجب عليها أن تختار جهة واحدة إما الولايات المتحدة أو إيران. وأوضح الكاتب البريطاني في تقريره عن الموقف الصعب الذي أصبحت فيه الدوحة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر التراجع عن الاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران بشأن النشاط النووي، وفي شهر مايو، قرر ترامب الانسحاب، وإعادة فرض العقوبات. وفي تغريدة قام بها ترامب في شهر أغسطس الماضي، قال «إن أولئك الذين يقومون بأعمال تجارية مع الولايات المتحدة، لن يتعاملوا مع الولايات المتحدة». وبدأت العقوبات الأميركية في التأثير بالفعل، مع إلغاء الاستثمارات المخطط لها في إيران من قبل شركات مثل مجموعة النفط الفرنسية «توتال». وأكد التقرير أن قطر التي تعتبر إحدى أصغر الدول في العالم تعتمد على إنتاج وتصدير الغاز المسال إلى الكثير من دول العالم، وبالتالي فإن إنتاجها من الغاز المسال يعتبر ركيزة أساسية في اقتصادها بالنظر إلى أنها تمتلك نحو 865 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز المؤكدة، حيث ربط التقرير هذه المعلومات بالعلاقة مع النظام الإيراني الإرهابي، موضحاً أنه خلال العام الماضي، سعى أمير قطر تميم بن حمد إلى تعزيز العلاقة مع إيران بشكل كبير بعد المقاطعة العربية، حيث اندفع نظام الدوحة إلى أحضان طهران، معززاً التبادل التجاري بين البلدين، كما أن الطريق بين ميناء بوشهر الإيراني وقطر أبقى على تدفق إمدادات الغذاء والمواد الرئيسة الأخرى. كما استخدمت قطر المجال الجوي الإيراني لرحلات المسافرين. وأكدت الصحيفة أن العقوبات الأميركية ضد إيران يعقد الوضع بشكل كبير على قطر، مشيرة إلى أن قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية تضم أكثر من عشرة آلاف جندي أميركي، وفي الوقت نفسه فإن النظام القطري لا يعتمد على طهران في مساعدته على مواجهة دول المقاطعة فحسب، ولكن أيضاً كمالك مشارك في حقل حقل الشمال /‏‏ جنوب بارس الذي يحتفظ باحتياطات تقدر بنحو 1800 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي و50 مليار برميل من المكثفات الغازية، ويوجد حوالي ثلثي هذه الاحتياطيات في المياه القطرية، بينما ينتمي الباقي إلى إيران. وحذر «نيك باتلر» من أنه إذا ما نفذت واشنطن تهديداتها في الأشهر القليلة الماضية وصعدت من هجماتها على إيران، فسوف يتعين على الدوحة أن تقرر الجهة التي يجب أن تنتمي لها، حيث إنه من المستحيل أن تبقى الدوحة تلعب على جميع الأطراف، مشيراً إلى المعطيات لا تشير إلى أن الدوحة ستلتزم بتنفيذ العقوبات الأميركية، موضحاً أن وزير الدفاع القطري خالد العطية صرح بأن بلاده لن تشارك في تحرك ضد إيران، كما أكد رئيس الخطوط الجوية القطرية أن طائراته ستستمر في الطيران إلى البلاد، وهو ما يعني تحدي رغبة الرئيس دونالد ترامب في فرض حصار اقتصادي على طهران. وقالت الصحيفة، إن إدارة ترامب تسعى إلى تشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج ومصر والأردن؛ بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، وهو ما يتعارض مع السياسة الخارجية للنظام القطري القائم على الاعتماد على طهران بكل كبير. واختتم الكاتب الذي يرأس معهد «كينجز» للسياسة بكلية كينجز كوليدج في لندن بتأكيد أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، تحدثت الولايات المتحدة عن تصميمها على وضع إيران تحت «ضغوط شديدة». ورغم أن قطر ليست الهدف الرئيس للعمل الأميركي، ولكنها قد تكون ضحية مبكرة إذا لم تقدم دعماً قوياً للخطوات الأميركية في هذا الاتجاه، قائلاً «في الشرق الأوسط لا يوجد مجال كبير للحياد».

مشاركة :