كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين لا يحصلون على كمية كافية من الزنك بينما هم في رحم الأم، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض التوحد. ولا يمتلك الأطباء جواباً واضحاً حتى الآن يفسر سبب إصابة بعض الأطفال بالتوحد. وتشير أبحاث طبية إلى أن هذا المرض هو نتيجة مزيج من العوامل البيئية والعيوب الجينية. وكشفت الدراسة الجديدة التي أجراها علماء أميركيون وألمان، أن مستويات الزنك التي يحصل عليها الأجنة ترتبط بإمكانية إصابة الأطفال بالتوحد. ووجد الباحثون أن الزنك يقوم بتشكيل الوصلات أو «نقاط الاشتباك العصبي» بين خلايا الدماغ التي تتشكل خلال التطور المبكر، من خلال آلية جزيئية معقدة ترمز لجينات تتعلق بالتوحد. وأشارت الدكتورة سالي كيم من كلية الطب بجامعة «ستانفورد» في كاليفورنيا: «يرتبط التوحد مع أنواع معينة من الجينات المشاركة في تكوين ونضج وتثبيت المشابك بمرحلة التطور المبكر». وأضافت: «النتائج التي توصلنا إليها تربط مستويات الزنك في الخلايا العصبية من خلال التفاعل مع البروتينات المشفرة لهذه الجينات، بتطور مرض التوحد». وأكد القيمون على الدراسة أن «نتائج دراستنا توفر آلية جديدة لفهم كيف يمكن لنقص الزنك في الخلايا العصبية أن يساهم في الإصابة بالتوحد». وحذر الأطباء من أن البحث لا يزال بمرحلة مبكرة، وأن النتائج لا تعني أنه على النساء الحوامل البدء بتناول مكملات الزنك لمنع إصابة الأطفال بالتوحد. والتوحد عبارة عن مرض عصبي ينجم عنه ضعف في التواصل اللفظي والتفاعل الاجتماعي، كما أنه يؤثر على طرق معالجة البيانات في دماغ المصاب، وذلك بتغييره لعملية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها.
مشاركة :