مئات القتلى وآلاف الجرحى في زلزال ضرب الحدود بين العراق وإيران

  • 11/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طهران، بغداد - وكالات - سقط مئات القتلى وآلاف الجرحى في إيران، جراء الزلزال العنيف الذي وقع ليل أول من أمس، وضرب المنطقة الجبلية الحدودية بين العراق وإيران، وشعر به سكان الكويت ودول أخرى في المنطقة.وحسب المركز الجيولوجي الأميركي، فإن الزلزال وقع عند الساعة 18.20 بتوقيت غرينتش (التاسعة و20 دقيقة مساء بتوقيت الكويت) على بعد 32 كيلومتراً جنوب غربي مدينة حلبجة (شمال شرقي العراق)، وعلى عمق 33.9 كيلومتر في منطقة جبلية محاذية لإيران.من جهته، ذكر مسؤول في الأرصاد الجوية العراقية أن مركز الزلزال كان في بنجوين بمحافظة السليمانية في منطقة كردستان، قرب المعبر الحدودي الرئيسي مع إيران، فيما كان إقليم كرمنشاه غرب إيران، الذي يقع ضمن سلسلة جبال زاغروس التي تفصل بين إيران والعراق، أكثر المناطق تضرراً بالزلزال.وأعلنت طهران، أمس، حصيلة غير نهائية لضحايا الزلزال بلغت 407 قتلى ونحو 4 آلاف جريح، فيما أعلنت السلطات العراقية مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 530 آخرين. وأوضح نائب رئيس خلية الأزمة التي شكلت لإدارة أعمال الاغاثة وتشرف عليها وزارة الداخلية الايرانية بهنام سعيدي أن جميع الضحايا في منطقة كرمنشاه التي أعلن فيها الحداد لمدة ثلاثة أيام، فيما قال مساعد محافظ المنطقة الواقعة في غرب ايران مجتبى نكردار «نحن في طور إنشاء ثلاثة مخيمات إغاثة للحالات الطارئة».أما رئيس دائرة الطوارئ الوطنية الايرانية بير حسين كوليفاند فقال إنه «من الصعب إرسال فرق اغاثة الى القرى لأن الطرق قطعت... وحصلت انهيارات ارضية».وأعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه تم إرسال ثلاثين فريق إغاثة تابعين للصليب الاحمر الى منطقة الزلزال التي تعاني أجزاء فيها من انقطاع التيار الكهربائي.ورجح مسؤولون ارتفاع الحصيلة لأن حدوث الزلزال في الليل أعاق الوصول إلى المناطق المنكوبة وأخّر جهود الإنقاذ، فيما قال رئيس الهلال الأحمر الإيراني إن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون لأماكن إيواء بصورة عاجلة. وأكدت تقارير أن السلطات الإيرانية في حالة استنفار قصوى، وأن المرشد الأعلى علي خامنئي وجّه رسالة إلى جميع الجهات المعنية للتدخل بسرعة لتقديم العون للمناطق المنكوبة.وفي العراق، أفادت آخر حصيلة للضحايا عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح في إقليم كردستان (شمال العراق) جراء الزلزال.ونقل بيان عن الناطق باسم وزارة الصحة العراقية الطبيب سيف البدر قوله إن «آخر احصائية لعدد الجرحى والقتلى بسبب الهزة الارضية، بلغت ثمانية حالات وفاة و 535 جريحاً». وأشار الى ان هناك سبع وفيات في اقليم كردستان وحالة وفاة واحدة في مستشفى جلولاء العام في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد.وأظهرت مشاهد بثت على الإنترنت أشخاصاً مذعورين يخلون مبنى في السليمانية، وتكسر الواجهات الزجاجية جراء الزلزال. كما أظهرت مشاهد التقطت في دربندخان المجاورة انهيار جدران وهياكل خرسانية.وفي أنحاء السليمانية، خرج المواطنون العراقيون إلى الشوارع وأخلوا منازلهم، وسجلت أضرار مادية فقط.أما في قضاء كلار فأدى الزلزال إلى «سقوط قتيلين هما طفل ورجل مسن»، وفق ما أفاد مدير مستشفى المدينة الواقعة جنوبا من مركز مدينة السليمانية.والزلزال الذي ضرب على عمق قليل نسبياً يبلغ 25 كيلومتراً، شعر به سكان بغداد لنحو عشرين ثانية، فيما شعر به سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول.وفي الجانب الايراني شعر بالهزة سكان عدد من المناطق في غرب البلاد من بينها تبريز.وقال مراسل وكالة «فرانس برس» ان سكان جنوب شرقي تركيا شعروا بالهزة «من ملطية الى فان». أما في دياربكر فأخلى السكان منازلهم.وضرب الزلزال منطقة بطول 1500 كيلومتر تلتقي فيها صفائح تكتونية عربية وأورو-اسيوية، وهو حزام يمتد بين غرب إيران وشمال شرقي العراق.وشعر بالزلزال السكان في الكثير من المحافظات الإيرانية إضافة إلى مناطق واسعة من العراق، فضلا عن مناطق في تركيا وأذربيجان، وأرمينيا، وجورجيا، والسعودية، والكويت، والإمارات، والبحرين، حسب الإعلام الإيراني الرسمي.وفي يونيو 1990، تسبب زلزال بقوة 7.4 درجات قرب بحر قزوين (شمال ايران) بمقتل 40 ألف شخص وإصابة أكثر 300 ألف بجروح وتشريد 500 ألف آخرين.ويعود آخر زلزال كبير إلى ديسمبر 2003 في مدينة بم، بمحافظة كرمان في جنوب شرقي إيران، حين قتل 3100 شخص على الأقل ودمرت المدينة بالكامل تقريباً.وفي أبريل 2013، شهدت إيران زلزالين بلغت قوتهما 6.4 ثم 7.7 درجة، في أقوى هزة أرضية تضرب البلاد منذ العام 1957، ما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصاً في إيران وباكستان المجاورة.آلاف العراقيين ناموا في الشوارعبغداد - الأناضول - قضى آلاف العراقيين، ليل أول من أمس، في الشوارع، جراء الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة الحدودية مع إيران، وأوقع خسائر بشرية ومادية.وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صوراً من مناطق عراقية، أظهرت انهيار عشرات المنازل ونقل عشرات المصابين الى المستشفيات.وفي بغداد، لجأ المئات من المواطنين، وخصوصاً سكان العمارات السكنية الى المبيت في الحدائق العامة، تحسباً لهزات ارتدادية أخرى.المبنى يتمايلبغداد - رويترز - شعر الناس بالزلزال في بغداد التي خرج كثير من سكانها من منازلهم ومن الأبنية المرتفعة وهم في حالة من الذعر.وقالت مجيدة أمير، التي هرعت بأطفالها الثلاثة من منزلها في حي الصالحية في بغداد، «كنت أجلس مع أطفالي نتناول العشاء وفجأة كان المبنى يتمايل في الهواء. ظننت في بادئ الأمر أنها قنبلة ضخمة ثم سمعت الجميع حولي يصرخون ويقولون زلزال!».ووقعت مشاهد مشابهة في أربيل عاصمة كردستان العراق وفي مدن أخرى شمال العراق قرب مركز الزلزال.تركيا ترسل مساعدات عاجلة إلى العراقأنقرة - الأناضول - أعلن رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم أن «تركيا تقف إلى جانب سكان العراق الشقيق بكل إمكاناتها، وبدأت فعلياً بالتحرك من أجل تلبية جميع احتياجاتهم وأرسلت أول قافلة مساعدات إنسانية عاجلة».وقال في بيان، أمس، «أود أن يعلم إخوتنا منكوبو الزلزال في العراق أن تركيا تقف إلى جانبهم بكل إمكاناتها. بدأنا التحرك من أجل تلبية جميع احتياجات الشعب العراقي الشقيق من مستلزمات طبية ومواد غذائية، وأرسلنا موكب المساعدات الأول».وأكّد أن بلاده شعرت بألم الشعب العراقي الشقيق الناتج عن الزلزال، وسيّرت فوراً مساعدات طبية وإنسانية عاجلة.وبالفعل، وصلت أمس طائرة شحن عسكرية تركية آتية من أنقرة إلى مدينة السليمانية شمال العراق، وعلى متنها طواقم بحث وإنقاذ ووحدة طبية تحت تنسيق إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد).وقال رئيس «افاد» محمد غوللو أوغلو، في تصريح للصحافيين، من مطار أتيمسكوت العسكري قبيل التوجه إلى العراق، إن الطائرة تحمل أيضاً سيارتين، و60 خيمة، و320 بطانية، لافتاً إلى أن فرق «افاد»، متجهة براً أيضاً إلى المنطقة.ولفت إلى أنهم في تنسيق مع الحكومة المركزية العراقية، ومع الهلال الأحمر العراقي، وأنهم تلقوا طلبات بالمساعدة وتحركوا وفقاً لذلك.بدوره، أعلن الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، فجر امس، أن بلاده أرسلت 4 آلاف خيمة و7 آلاف بطانية لصالح المتضررين من الزلزال في شمال العراق.

مشاركة :