عمان ـ دعت الحكومة الأردنية ليل الاثنين الثلاثاء إلى تحرك فوري "لوقف العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة المحاصر من أجل "حماية الأبرياء"، بعد غارات اسرائيلية على القطاع أدت إلى مقتل خمسة فلسطينيين. ودعت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية (بترا) إلى "تحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الأبرياء"، مؤكدة "خطورة التصعيد في قطاع غزة". ودانت غنيمات "العدوان الذي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا (...) واتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء معانة القطاع الانسانية"، مشيرة إلى أن "التصعيد لن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر والصراع". وأكدت غنيمات "ضرورة معالجة الأوضاع في قطاع غزة ضمن سياق سياسي شامل يضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والاستقرار". من جهتها، علقت الحكومة الإسرائيلية الاتصالات مع مصر والأمم المتحدة حول التهدئة في قطاع غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها القناة العاشرة، عن مصدر سياسي كبير، لم تحدد هويته، أن تل أبيب "لا تجري اتصالات مع مصر والأمم المتحدة حول وقف إطلاق النار في غزة". اقرأ أيضا: عملية خان يونس تهدد بنسف جهود التهدئة في غزة وجاء الإعلان في ذروة انعقاد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، صباح الثلاثاء، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقتل خمسة فلسطينيين ليل الأحد الإثنين والإثنين في غارات إسرائيلية على غزة أدّت كذلك إلى تدمير مبنى التلفزيون التابع لحماس، ردّاً على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر باتّجاه إسرائيل، في تصعيد يهدّد بنسف جهود إرساء هدنة دائمة. ويأتي هذا التصعيد غداة عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين وضابط اسرائيلي. ودعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين (غير حكومي)، بمشاركة العشرات من الصحفيين، إلى وقفة احتجاجية تنديداً بقصف مقر مبنى التلفزيون. وأثارت الغارات الإسرائيلية في غزة حالة من الرعب بين صفوف المواطنين الذين يقطنون في نفس المنطقة التي تواجدت فيها المباني المستهدفة. ومساء الاثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، البدء بقصف مواقع ومستوطنات إسرائيلية بعشرات الصواريخ؛ ردًا على الهجمات الإسرائيلية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض نحو 100 صاروخ من أصل 370 صاروخا أطلقوا من القطاع. وحتّى ساعات الصباح، ارتفع عدد شهداء التصعيد الإسرائيلي إلى 12 فلسطينيا و9 مصابين، فيما قتل إسرائيليان بينهما ضابط، وأصيب 31 آخرين، وفقا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية. فيما نقل الجيش الإسرائيلي عددًا من الآليات المدرعة إلى الشريط الحدودي مع غزة. وعلى إثر التصعيد الإسرائيلي الجديد، أُطلقت تحذيرات دولية وإقليمية من حرب جديدة، كتلك التي شنتها إسرائيل على غزة عام 2014. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريحات لقناة "فرانس 24" الفرنسية، عن أمله في انتهاء التوتر، محذرًا من "اندلاع حرب جديدة في غزة"، ومواجهة "مأساة كبيرة". كما أبلغت مصر، مساء الاثنين، إسرائيل، بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في غزة، وذكرت صحف مصرية مملوكة للدولة أن "الأجهزة المعنية في مصر قامت بتكثيف اتصالاتها مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لوقف التصعيد المتبادل بين الطرفين في قطاع غزة، لاسيما في ضوء قيام الجيش الإسرائيلي بتكثيف غاراته الجوية والقصف المدفعي للقطاع". من جهته، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، اختصار جولته الخارجية والعودة إلى رام الله، إثر استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فيما ذكرت الوكالة الفلسطينية الرسمية للأنباء "وفا" أن "عباس" يجري اتصالات إقليمية ودولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
مشاركة :