رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جلسة مجلس الوزراء، في مدينة الرياض، حيث أطلع المجلس على نتائج لقاءاته مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ووزير الخارجية البريطاني جيرمي هنت، والمبعوث الخاص لرئيسة وزراء بريطانيا سايمون ماكدونالد. في حين ثمن مجلس الوزراء جولة الملك سلمان في منطقتي القصيم وحائل وتدشين عدد من المشروعات التنموية وإطلاق سراح السجناء والمعسرين من ابناء المنطقتين. كما بحث التطورات في فلسطين واعرب عن الدعم المستمر للقضية الفلسطينية على مختلف الصعد، وتحويل مساهمات المملكة لدعم موازنة السلطة الفلسطينية بإجمالي قدره (60) مليون دولار. وسيبدأ العاهل السعودي، الأسبوع المقبل ثاني جولاته الداخلية التي ستشمل مناطق شمالي المملكة لتفقد أحوال المواطنين وتدشين وافتتاح عدد من المشاريع التنموية. وفي ما يتعلق بقضية وفاة المواطن جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، عبر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت عن اعتقاده بأنه سيكون هناك «تقدم سريع» في مسألة تقديم المسؤولين عن الحادثة للعدالة وقال إنه يتوقع سماع شيء ما حول هذه الإجراءات القانونية «في وقت قريب للغاية». وهانت، هو أول وزير بريطاني يزور السعودية منذ الحادث، وكان التقى الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وقال في مقابلة مع رويترز: «تحدثت بصراحة شديدة عن مخاوفنا بشأن ما حدث ومدى أهمية أن يعرف شركاء السعودية الاستراتيجيون أن ذلك لا يمكن أن يحدث ولن يحدث مجددا». وتابع «الإجراءات القانونية جارية حاليا في السعودية ووصلت إلى الاعتقاد بأنه سيكون هناك تقدم سريع في التأكد من تقديم الأشخاص (المتورطين) للعدالة». وفي وقت يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن قتل خاشقجي كان بأوامر من أعلى مستويات في الحكومة السعودية، وان تركيا سلمت تسجيلات تتعلق بالقضية لدول من بينها بريطانيا. برز تطوران يدحضان الروايات التركية، حيث قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، امس، إن تسجيلات قتل جمال خاشقجي «لا تشير إلى تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمقتله»، نافيا في الوقت ذاته أن يكون استمع للتسجيلات. وفي تصريحات على هامش قمة إقليمية في سنغافورة قال بولتون إن الأشخاص الذين استمعوا للتسجيلات «لا يعتقدون أن ابن سلمان متورط في القضية». وأضاف: «ليس هذا هو الاستنتاج الذي أعتقد أن الناس الذين استمعوا للتسجيلات خرجوا به وهذا بالتأكيد ليس موقف الحكومة السعودية». وتابع: «الرئيس دونالد ترامب أوضح أنه يريد الوصول للحقيقة» وفقا لمجلة بلومبيرغ الأميركية. وجاءت تعليقات بولتون بالتزامن مع ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز من أن ماهر المطرب اتصل بأحد كبار المسؤولين بعد الانتهاء من قتل خاشقجي وقال له: «أخبر رئيسك أن المهمة انتهت»، وهو ما يرى فيه مراقبون أنه يقصد محمد بن سلمان. وأشارت الصحيفة إلى أن ضباط المخابرات ينظرون إلى التسجيل على أنه أحد أقوى الأدلة التي تربط بين ابن سلمان وبين قتل خاشقجي. تسجيلات «مروعة» وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قال أول من امس ان فرنسا لن تستمع إلى اي تسجيلات، وان الرئيس التركي يتلاعب سياسيا بالقضية. في المقابل رد اردوغان امس قائلا ان التسجيلات التي أطلعت بلاده حلفاء غربيين عليها «مروعة» وأصابت ضابطا في المخابرات السعودية بالصدمة عند الاستماع إليها. ( واس، رويترز، ا ف ب)