د. الشيخ خالد بن خليفة: نقل الصورة الحقيقية عن التعددية وقبول الرأي الآخر في البحرين أكد الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلمي أن مشاركة مركز الملك حمد في مؤتمر باريس للسلام تأتي لنشر تجربة مملكة البحرين في التسامح الديني والتعايش السلمي، ونقل الصورة الحقيقية عن التعددية وقبول الرأي الآخر في المملكة، مشيرًا إلى أن فكرة المؤتمر ومشروعاته تتواءم مع مبادرات مملكة البحرين في هذا المجال. وقال: «استمعنا في هذا المؤتمر إلى أوراق وبحوث متعلقة بالجانب الأكاديمي والسياسي فيما يخص التعاون الدولي»، مضيفًا: «يسعدني أننا سبقنا الكثير في هذا المجال، ولا سيما بعد تدشين كرسي الملك حمد الأكاديمي للحوار والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية في روما، والذي يشارك فيه نحو 250 طالبًا من مختلف دول العالم، وبعد إعلان مملكة البحرين الذي تم في لوس أنجلوس الأمريكية في هذا المجال». جاء ذلك خلال مشاركة المركز وجمعية «هذه هي البحرين» في مؤتمر باريس للسلام، الذي أقيم خلال الفترة 11 - 13 من الشهر الجاري، والذي جاء على هامش مراسم إحياء ذكرى توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شارك فيها حوالي 70 من رؤساء الدول والحكومات بالعاصمة الفرنسية باريس بالقرب من قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزيليزيه الشهيرة وبالتحديد قرب قبر الجندي المجهول، وذلك للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أودى بحياة 18 مليون شخص. وناقش المؤتمر مسألة الحوكمة العالمية، وموضوع التعددية وقضايا السلام، كما طرح ما يقارب 120 مشروعًا لمواجهة تصاعد التوترات في العالم المعاصر من خلال الندوات والجلسات المفتوحة، وعبر معرض يشارك فيه الآلاف من الدبلوماسيين والأكاديميين والمتطوعين وغيرهم. من جانبها شاركت بيتسي ماثيسون رئيسة جمعية «هذه هي البحرين» في هذا المؤتمر من خلال كلمة في إحدى الجلسات أكدت فيها أن مملكة البحرين تنعم بتعايش سلمي منذ مئات السنين، وأضافت: إن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أصدر وثيقة مهمة جدًا تسمى إعلان مملكة البحرين تبدأ بهذه الكلمات «الجهل هو عدو السلام». وأوضحت «ماثيسون» أن جلالة العاهل البحريني يعتقد بشدة أن الحرية الدينية لجميع شعوب العالم هي المفتاح لإمبراطورية شعوب العالم للعيش في تعايش سلمي، وهذا ما هو موجود بالفعل في مملكة البحرين عبر وجود مئات الكنائس والمعابد والمساجد ومن جميع الطوائف والديانات. كما أشارت رئيسة جمعية «هذه هي البحرين» إلى تدشين كرسي الملك حمد الأكاديمي للحوار الديني والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية في روما مؤخرًا، كما تحدثت عن المبادرات البحرينية ولا سيما تأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي. وفِي خضم اللقاءات الجانبية، تعرف عدد من المسؤولين والمستشارين الدوليين على مبادرات مملكة البحرين في موضوع الحوار الديني والتعايش السلمي، حيث بارك المستشار الأمريكي في العلاقات الدبلوماسية جيمس لارونكو -متحدثا بالمؤتمر- لمملكة البحرين على تأسيس مركز الملك حمد للتعايش السلمي، مؤكدا أن المركز جاء في وقت مناسب وبعد حاجة ملحة بحسب تعبيره. وقال «لارونكو»: «كنت للتو أتحدث عن السلام ومع احترامي الشديد فالسلام شيء من المستحيل الوصول إليه إلا من خلال الحوار والتعايش السلمي، فهذا سيمكن الناس من العيش حياة طبيعية وسيمكنهم من الحصول على حياة خالية من المخاوف والقلق». من ناحيته أكد البروفيسور كامارا سوامي ممثل مركز الدراسات الغرب الآسيوي -متحدثا بالمؤتمر- على مقولة جلالة ملك البحرين في إعلان مملكة البحرين للحوار العالمي أن «الجهل عدو للسلام»، مبيّنًا أن الجهل في كل شيء يولد الصراعات والقلق بين الشعوب منذ قرون عديدة، مضيفًا أنه بالحوار والتعرف على آراء ومعتقدات الآخرين يسهل أمر التعايش ويزرع السلام في كل مكان، قائلاً: «محاربة الجهل هو أفضل حل للسلام». أما السفير حسام زكي رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية بيّن أن مملكة البحرين قادرة على الاستثمار في مجال الحوار وترسيخ السلام من خلال أفكارها الرائدة، معززًا قوله بأن جلالة ملك مملكة البحرين جسد رؤيته إلى مشاريع على أرض الواقع، وأنه اختار الآلية المناسبة وأدارها بحكمة عالية. كما أكد «زكي» ترحيب وتعاون الجامعة العربية لكل المبادرات التي يطلقها جلالة ملك مملكة البحرين، مشيدًا بالتحرك الإيجابي لنشر صور التسامح الديني في مملكة البحرين على المستوى الإقليمي والعالمي. في الكفة الأخرى، أشار مدير مركز كارنيغي للأبحاث والدراسات في موسكو دميتري ترينين إلى أن مملكة البحرين دولة ودودة وتمتلك سمعة طيبة في روسيا، وأوضح «ترينين» أن روسيا تتشارك مع دول الخليج وتشاهدها على أنها مصدر مهم من النواحي كافة. كما تمنى النجاح التام لمبادرة تأسيس مركز الملك حمد العالمي للحوار والتعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط وجميع الأقاليم. يذكر أن هذا المؤتمر يُعقد بمناسبة مرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، ويشارك فيه عدد كبير من قادة العالم، كما يشارك رؤساء أبرز المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والتجارة العالمية واليونسكو والمفوضية السامية للاجئين ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات، فضلاً عن مشاركة ممثلين عن المجتمع المدني بمختلف أطيافه ومنها الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات والإعلام ورجال الدين والنقابات العمالية وغيرها.
مشاركة :