أعلن في قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، برعاية مصرية، عقب تصعيد عسكري «إسرائيلي» في القطاع. جاء ذلك في اليوم الثالث للعدوان «الإسرائيلي» على غزة، الذي استشهد فيه 7 فلسطينيين وأصيب 27 آخرون، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى 14 شهيداً، بينما قصف نشطاء فلسطينيون مستوطنات الاحتلال بعشرات الصواريخ، أوقعت في صفوف المستوطنين قتلى وإصابات.وأسفرت الجهود المصرية عن تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، والتزام الجميع بهذا الإعلان. وأكدت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، أن جهودا مصرية أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بينها وبين الاحتلال «الإسرائيلي»، وشددت أنها ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به الاحتلال.ويأتي التوصل لوقف النار بعيد استشهاد 14 فلسطينيا وإصابة العشرات وتدمير 80 مبنى بينها مبان حكومية وبنايات سكنية ومقرات مدنية ومؤسسات إعلامية وأراض زراعية ومواقع، في مختلف مناطق القطاع، خلال ثلاثة أيام من العدوان. وأدى التصعيد إلى شل الحياة العامة في قطاع غزة، وإغلاق للمعابر الحدودية لا سيما معبر بيت حانون، وإغلاق بحر غزة أمام الصيادين، إضافة إلى تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس.وكان ما يسمى المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت)، الذي عقد جلسته التي استمرت زهاء 7 ساعات، قرر «عدم كسر قواعد اللعبة»، وطلب من الجيش مواصلة العمليات في قطاع غزة «طالما تطلب الأمر ذلك».وأكدت «شركة الأخبار الإسرائيلية» أن وزير الحرب «الإسرائيلي»، أفيغدور ليبرمان، ووزيرة القضاء، أييلت شاكيد، ووزير التعليم، نفتالي بينيت، صوتوا جميعا مع اقتراح وقف إطلاق النار. وفور الإعلان عن التوصل إلى تهدئة بين الأطراف، قال جيش الاحتلال إن الفصائل الفلسطينية في غزة أطلقت قرابة 460 قذيفة صاروخية باتجاه المستوطنات، زاعما أن القبة الحديدية تمكنت من إسقاط 100 صاروخ. كما ذكر الجيش أنه هاجم حوالي 160 موقعا في قطاع غزة.وادعى الجيش «الإسرائيلي» قيام سلاح البحرية باستهداف عدة آليات بحرية تابعة لحركة «حماس». وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على موقع «تويتر»، إن «سفن سلاح البحرية استكملت استهداف عدة آليات خاصة تستخدمها القوة البحرية التابعة لمنظمة حماس لتنفيذ اعتداءات بحرية».وقال مسؤول حكومي فلسطيني إن غارات «إسرائيل» على قطاع غزة دمرت عددا من البنايات السكنية. وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف خلال مؤتمر صحفي في غزة، إن «إسرائيل» ترتكب جرائم حرب باستهداف المنازل والمنشآت المدنية في القطاع. وطالب معروف بتدخل دولي فوري لوقف استهداف «إسرائيل» للمنازل والمنشآت المدنية، باعتبارها محمية وفق القانون الدولي الإنساني والأعراف والمواثيق الدولية.وكانت حركة «الجهاد الإسلامي» قد شددت، على إن عودة الهدوء على حدود قطاع غزة، «لن يتحقق إلا بعد ردع ولجم العدو الإسرائيلي». وقال مصعب البريم، الناطق باسم الحركة: «إن الهدوء لن يعود على قاعدة أن يدفع الشعب الفلسطيني الثمن، وإن قدر للهدوء أن يعود فلن يكون هدوءاً حذراً ولا تقليدياً، وإنما هدوء عبر ردع وإلجام العدو الإسرائيلي».ودعت حركة «حماس» إلى إجراء تحقيق دولي في «الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية». وقالت: «الاحتلال «الإسرائيلي» يعبر كل الخطوط الحمراء ويتجاوز كل الاتفاقيات الدولية».وأضافت: «يجب إعلان تحقيق مستقل في الجرائم «الإسرائيلية» الفظيعة الآن، وحماس مستعدة لتقديم كل دليل على الجرائم «الإسرائيلية» ضد الإنسانية»، داعية الأمم المتحدة إلى توجيه اتهامات ل«إسرائيل» في المحكمة الجنائية الدولية.(وكالات)
مشاركة :