يخطط الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى تقليص عدد اللاعبين الأجانب في فرق الدوري الممتاز من 17 إلى 12 لاعباً في ظل الرغبة في التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولزيادة عدد اللاعبين المحليين. ولو تقرر تنفيذ هذا المقترح، المتوقع تقديمه للأندية هذا الأسبوع، سيعني ذلك إجراء تغييرات كبيرة في الكثير من الفرق. ويملك 13 فريقا أكثر من 12 لاعبا أجنبيا هذا الموسم. وقال تقرير نشرته جريدة «التايمز» أمس إن الاتحاد الإنجليزي سيوافق في المقابل على منح الأندية تصريح العمل، الذي عادة ما يكون مطلوبا للاعب القادم من خارج الاتحاد الأوروبي، بمجرد ارتباطه بعقد مع ناديه في الدوري الممتاز. وأضاف التقرير أنه في حال عدم توصل الأندية إلى اتفاق مع الاتحاد الإنجليزي فإنها ستواجه إمكانية سير كل لاعبي دول الاتحاد الأوروبي في إجراءات اللاعبين الآخرين نفسها للحصول على تصاريح العمل المطلوبة. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت أول من أمس إن هناك بعض الأمور لم يتم التوصل فيها إلى حلول بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ظل استمرار المفاوضات بين الطرفين، وبالطبع ستكون كرة القدم إحداها. ويمثل العدد الكبير للاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي ضغطا على اتحاد الكرة المطالب بدعم لاعبيه المحليين وإظهارهم للمنتخبات الوطنية في بلاده. ويرى كثيرون من خبراء الاتحاد الإنجليزي أن كثرة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري الممتاز يؤثر تأثيرا سلبيا على المنتخب الإنجليزي، وأنهم يتطلعون لتنفيذ مخطط (6+5) وهو أن يكون من حق الفريق إشراك 6 لاعبين أجانب مع وجود 5 محليين على الأقل. وعندما انطلق الدوري الإنجليزي الممتاز بمسماه وشكله الجديد في عام 1992 كان عدد اللاعبين الأجانب في الأندية العشرين بالبطولة لا يتجاوز 13 لاعبا، وبعد مرور 26 عاما فقط قفز هذا العدد بشكل هائل ليتجاوز حاليا ثلثي لاعبي المسابقة. كانت قائمة اللاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي الممتاز في 1992 تضم كلا من النرويجي جانر هيل الذي كان يلعب في صفوف نادي أولدهام أثلتيك، واللاعب البولندي روبرت وارزتشا الذي كان يلعب في صفوف نادي إيفرتون وكان دائما ما يجد جمهور النادي صعوبة في نطق اسمه، واللاعب الإسرائيلي روني روزنتال، علاوة على لاعب فرنسي في صفوف نادي ليدز يونايتد، ولاعب دنماركي في نادي آرسنال وآخر في صفوف مانشستر يونايتد، ولاعب روسي في صفوف نادي مانشستر سيتي. وعندما تغير مسمى الدوري الإنجليزي للمحترفين إلى الدوري الممتاز في شهر أغسطس (آب) عام 1992، أصبحت البطولة محط أنظار اللاعبين الأجانب من جميع أنحاء العالم، بعد أن سحبت البساط من تحت أقدام الكالتشيو الإيطالي والليغا الإسبانية، بسبب قوة المنافسة والمقابل المادي المرتفع. وكان الغرض الرئيسي للتحول إلى الدوري الممتاز هو الأداء المخيب للآمال للمنتخب الإنجليزي في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1992 وخروجه من دور المجموعات، بعد الأداء الرائع والوصول للدور نصف النهائي في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا، إلا أن الأمور انقلبت وأصبح اللاعب الإنجليزي في أغلب الفرق الكبيرة لا يجد مكانا أساسيا وتراجع عددهم أمام الإقبال المتزايد للأجانب. وقد ارتفع عدد اللاعبين والمديرين الفنيين الأجانب في ملاعب كرة القدم الأوروبية بسبب تطبيق قانون بوسمان الذي يتيح للاعبين الأوروبيين الانتقال إلى أي نادٍ داخل دول الاتحاد الأوروبي دون قيود قانونية. وقد أدى قانون بوسمان إلى بعض الآثار الجانبية التي لم تكن متوقعة، منها حالة الغليان في سوق الانتقالات، وتراجع الاعتماد على الشباب الصاعد من صفوف ناشئي الأندية. لكن المؤكد أن المستوى الفني للدوري الإنجليزي ارتفع كثيرا بوجود لاعبين بارعين من ثقافات كروية مختلفة وأصبح هناك خليط رائع بين المهارة والذكاء الكروي الذي يتمتع به اللاعبون الأجانب وبين قوة اللاعبين الإنجليز، وهو ما يعد سببا رئيسيا في أن الدوري الإنجليزي الممتاز، وليس الدوري الإسباني الذي يتمتع بالقدرات التكتيكية العالية أو الدوري الإيطالي، هو الدوري الأقوى في العالم.
مشاركة :