ليال عبود لـ«الحياة»: أرى نفسي ممثلة أمام المبدعة نجلاء فتحي

  • 11/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تختلف المنافسة في بدايتها عن وسطها، إلا أن وسطاً كالفني، لا تهدأ فيه التحديات، التي يصفها البعض ربما بـ«المؤامرات»، تقول عنه النجمة اللبنانية ليال عبود، التي تألقت أخيراً بأغنية «لمجانين» في حديث لـ«الحياة»: «إن المنافسة اختلفت حالياً عن الماضي، وربما تصبح أكثر اختلافاً مستقبلاً، وأنا عشت مرحلة المنافسة بالصوت والاختيارات الفنية الصحيحة والأغنيات الجميلة، وكأن كل فنان يعمل على تقديم الأفضل للفوز في السباق على المقدمة، لكن الأمور تغيرت كثيراً وأصبحت غريبة نوعاً ما، خصوصاً مع تفشي مفهوم جديد يصب في خانة المؤامرات للقضاء على أي منافس فني، وأنا من جهتي ابتعدت عن تلك الأجواء، وقررت أن أنافس ليال عبود التي تزاحمني على العطاء الأفضل، بكل ما فيها من عزيمة وإرادة». سألتها «الحياة» عما يمنعها من الإفصاح عن هوايتها باعتبارها شاعرة وملحنة، كما لم يمنع مغنيات عالميات أمثال البوب الأميركية مادونا، فأجابت فوراً: «لا شيء يمنعني من التعبير عن موهبة الكتابة أو التلحين، وربما أعلن عن موهبتي الإضافية مستقبلاً، لا أحد يعلم متى أجد التوقيت المناسب للإقدام على مثل هذه الخطوة، علماً أنني مؤمنة بالمثل اللبناني القائل: أعطِ خبزك للخباز حتى لو أكل نصفه، إلا أن تلك المسألة لا تعوق موهبة الكتابة أو التلحين لديّ في حال قررت المغامرة مع مادة فنية نابعة من داخلي». ولأن مثلها الأعلى هما الملحنان بليغ حمدي وعمار الشريعي، سألتها عن أسباب بقاء أغنياتهما حية إلى هذا العصر، فيما لا تلبث أغنيات هذا الزمن أن تموت مهما بلغ صيتها، فردت: «أنت تتحدثين عن مدارس وجامعات في الإبداع على مستوى الموسيقى العربية، ومن البديهي أن تعيش إنجازات هذا الجيل الذي صنع الحدث وحدد بوصلة الأنغام في خريطة الوطن العربي الكبير، والأساس المتين لا يمكن أن يسقط أو يهتز، لأن كل التركيبة الحالية قائمة على تجربة الماضي القوية، وحتى في أيامنا الحالية ستجدين أن محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وبليغ حمدي وعمار الشريعي وغيرهم من المبدعين هم المرجعية التي لا تموت». وعن الجدل المُثار حول أغنية «مش حبكي خلاص»، التي قدمت ضمن فيلم «سطو مثلث»، وما أثير عن انتشار فيديو لأغنية هندية تحمل اسم «اشتغالات» وقيل إن الفيلم اقتبس فكرته منها، وكذلك بخصوص تصريح المنتج محمد السبكي الذي يفيد بندمه على الفيلم، قالت: «قدمت الأغنية في الفيلم، وكنت مسؤولة عن صوتي وأدائي وإطلالتي، ولم يكن ليّ أي دور في عملية الإخراج التي ربما سعى البعض للغمز من قناتها، لأن التجربة الغنائية حصدت أصداء إيجابية في مصر الحبيبة، وجميع أرجاء الوطن العربي، ثانياً المنتج الصديق محمد السبكي كان أول من أعلن عن نجاح الأغنية المشار إليها، أما على صعيد رواج الفيلم؛ فلست على علم بالانطباع الشعبي عنه، كوني مقيمة في لبنان، وإذا عبّر السبكي عن ندمه على السينما أنا أؤكد أن رأيه بالأغنية مغاير تماماً». فيما وصفت أغنيتها التي تحمل عنوان «المجانين» بـ«وليدة الصدفة»، مبينة أنها «نالت إعجاب الناس، ولمست ذلك في المهرجانات التي أحييتها في فصل الصيف، إذ كان التفاعل معها كبيراً، والفنان علي الديك كانت له بصمة إيجابية في هذا العمل الذي أعادني إلى فكرة الثنائيات الغنائية بعد أغنية (لكن)، مع الفنان عدنان إسماعيل». وإذا كانت ليال على خطى نجوى كرم التي تعتز بلهجتها اللبنانية، فإن مطربات شهيرات أمثال سميرة بن سعيد، ولطيفة، لم يكنّ لينلن الشهرة لولا الأغنية المصرية، مضيفة: «أعتز بهويتي الغنائية اللبنانية، لكنني في الوقت نفسه أسعى إلى الانتشار عربياً، وقبل قليل تحدثنا عن رواج أغنية (مش حبكي خلاص)، وبعدها كانت أغنية (حاضر يا مستر) باللهجة المغربية، وأغنية (لمجانين) باللهجة السورية، لذا أنا مع التنوع وفق رؤية تتناسب مع قناعاتي وموهبتي واتجاهي نحو المستقبل». أما عن الصعب والسهل في تجربة الغناء والتمثيل في مصر، فأبانت أن «مصر هي أم الدنيا، وتفتح يديها أمام كل الطاقات العربية الواعدة، والشعب المصري ينصف الموهبة، كون الفن والإبداع من أهرامات هذا البلد الرائع، وأنا لم أسعَ جدياً لخوض تلك التجارب في مصر، وحين أقرر فلا أعتقد أن هناك أية عوائق يمكن أن تقف في طريقي، لأن الناس في صفي، وهم رصيدي الحقيقي». «لا نجاح يأتي بالصدفة، فهناك حقاً للتجربة والخبرة على الأداء والتخطيط الصحيح ودراسة المزاج الشعبي وتطور الألحان والتوزيع الموسيقي وهوية الإيقاع العصري، وكلها عوامل تساهم في صناعة التفوق والوصول إلى بر الأمان في ساحة فنية تشهد زحاماً كبيراً»، هذا هو رأيها، أما كم سيكلفها من الوقت لتكون رقماً لا منافس له فقالت: «أنا مؤمنة أن كل إنسان سينال حصته من نعم الخالق عز وجل في الحياة، ولست من النوع الذي يحسد الآخرين على إنجازاتهم، وأنا الرقم واحد بين جمهوري الذي تتوسع آفاقه مع مرور عقارب الساعة، وتلك نعمة اعتز بها وأشكر الله عليها». وتؤمن ليال بالمثل القائل «الحسد يرمي الأسد»، موضحة أن «الحسد مازال يرمي الأسد، والعين التي لم تشكر الله على نعمته تطارد الآخرين للنيل منهم، وأنا عانيت من هذه الناحية، والاتكال يبقى على الخالق عز وجل ومشيئته التي لا يمكن لمخلوق أن يتغلب عليها». ولأن الوقوف أمام نجلاء فتحي أمنية من أمنياتها، لذا قالت: «أتوجه بأحر التعازي القلبية للنجمة نجلاء فتحي بوفاة أحد أعمدة الصحافة العربية؛ زوجها الراحل حمدي قنديل، ربما اخترتها لأنني مولعة بمسيرتها الفنية، وأتمنى الوقوف أمامها في عمل فني درامي للتعبير عن مدى شغفي بفنها وحضورها والتواصل من خلالها مع عشاق إبداعها في جميع أرجاء الوطن العربي». وبخصوص أهم قرار اتخذته في مسيرتها الفنية، لفتت إلى أنها «من النوع الذي يميل إلى التجدد في القرارات المصيرية، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالمستقبل وثقة الناس، لذا أكون صارمة في التعاطي مع هذا الجانب، ولا أتهاون في رسم أبعاد خطواتي التي تتناغم مع الأجواء المحيطة بها مع الحفاظ على الخصوصية». وعلى رغم أن المعجبين سبب نجاح الفنان، إلا أن بعضاً منهم أصبحوا يتعاملون معهم بفوقية، وهناك أسماء كبيرة سقطت في هذا الفخ، فيما تقول ليال عبود: «أشعر بالرهبة لأن للمسرح طقوسه الخاصة، وحين ألمس تفاعل الناس؛ تكون المسؤوليه أكثر وطأة على عاتقي، فالمعجبون جزء مني، حتى أنني أعطيهم جزءاً من وقتي، وأنشأت غروب واتساب للتواصل معهم، ومشاركتهم الرأي والقرارات، فهم أهلي في الفن، ولم أشعر في يوم من الأيام أنني يمكن أن ابتعد عنهم، فالأضواء من دونهم بشعة». ولأن الكسور بين أهل الفن في الغرب يجبرها النجاح، تجد ليال أن الفنان العربي «مكافح، خصوصاً اللبناني الذي يعيش تحديات لا تعد ولا تحصى، فنحن نناضل باللحم الحي كي نصنع أغنية جميلة مع غياب الإنتاج الجدي عن معظم أهل الفن، لذا هناك حال من الصراع مع الواقع المرير للخروج بخلاصات تقدم الفرح للآخرين». والنجمة التي ترى نفسها محاطة بالأوفياء تقول: «لدي الخبرة الكافية للتمييز بين الناس، والأهم أن الله يلهمني الشعور الأنسب للتعاطي مع الآخرين».

مشاركة :