أثار التصعيد الأخير في قطاع غزة ردود فعل دولية منددة أجمعت على تحميل إسرائيل مسؤوليته، باستثناء الولايات المتحدة التي ألقت اللوم على حركة «حماس» ورأت أن من حق إسرائيل «الدفاع عن نفسها»، ما اعتبرته وزارة الخارجية الفلسطينية «انحيازاً أعمى وانحداراً سياسياً غير مسبوق»، خصوصاً أن الصواريخ التي أُطلقت من غزة أتت رداً على عملية «كوماندوس» إسرائيلية نفذتها قوات خاصة داخل القطاع قبل يومين، وأفشلتها «كتائب القسام» الذراع العسكري لـ «حماس». وكتب موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات سلسلة تغريدات على «تويتر»، قال فيها إن «إرهابيين من قطاع غزة هاجموا إسرائيل ثانية بالصواريخ وقذائف الهاون»، مضيفاً «اننا نقف إلى جانب إسرائيل التي تدافع عن نفسها أمام هذه الهجمات». واعتبر غرينبلات أن «أنشطة حماس تثبت أنها لا تهتم حقاً بفلسطينيي غزة، وأن اهتمامها الوحيد هو استخدامهم لأغراض سياسية. حتى الأرواح الفلسطينية تبدو غير مهمة لحماس». وزاد: «سئم العالم من عنف حماس وعنف لاعبين سيئين آخرين في غزة. هذا العنف يمنع أي مساعدة حقيقية لسكان غزة». ودانت كل من روسيا وتركيا والأردن ومصر ولبنان وجامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي على القطاع، وطالبت بوقفه فوراً، فيما طالبت الأمم المتحدة الطرفين بضبط النفس. وحمّلت روسيا إسرائيل مسؤولية التصعيد الأخير جراء عمليتها العسكرية «المستفزة» في القطاع ليل الأحد- الإثنين. ودعت وزارة الخارجية الروسية «الأطراف كافة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإبداء ضبط النفس، واتخاذ تدابير من أجل تجنب مواجهة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها». وطالبت تركيا إسرائيل بـ «وقف هجماتها فوراً على سكان غزة»، ورأت أن «على الأسرة الدولية التي تلزم الصمت أمام هجمات إسرائيل، أن تتحمل مسؤولياتها وتتحرك». وأكدت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات خطورة هذا التصعيد، داعية إلى «تحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الأبرياء». وشددت غنيمات على ضرورة معالجة الأوضاع في قطاع غزة ضمن سياق سياسي شامل يضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار. ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان الإسرائيلي، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقفه، وقدمت التعازي لأهالي الشهداء الفلسطينيين. وطالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتدخل عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي فوراً، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.