رد الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية سعد الحريري على ما وصفه بـ»البهورات والتهديدات» التي أطلقها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله السبت الماضي متهماً قيادة الحزب بأنها أخذت قراراً بـ «تعليق تأليف الحكومة»، عبر إصراره على تمثيل النواب السنّة الستة الحلفاء له (راجع ص 5). وفي سياق آخر، صنّفت واشنطن أمس أحد أبناء نصرالله واسمه جواد بأنه «إرهابي عالمي». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن جواد هو «القائد الصاعد» لـ «حزب الله»، وأكدت إنه جند خلال السنوات الأخيرة أشخاصاً «لشن هجمات إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية» المحتلة. واستخدم الحريري نبرة عالية في تعليقه على الهجوم الذي شنه نصرالله ضده، وقدم روايته المختلفة عن رواية نصرالله حول المفاوضات في شأن مطلبه تمثيل هؤلاء النواب السنّة الستة في الحكومة. وكشف الحريري أن «الكل كان ينتظر إعلان الحكومة مساء الاثنين أو الثلثاء (29 أو 30 من الشهر الفائت) والرئيس نبيه بري وأنا كنا جاهزين للذهاب إلى قصر بعبدا». وأوضح أنه اصطدم بحاجز كبير، أكبر بكثير من النواب الستة عبر عنه السيد حسن نصرالله. وتابع : «يعتبرون أن دساتير الأحزاب والطوائف يجب أن تتقدم على دستور الدولة». واستدرك: «إذا أردنا أن نعدّ أيام تعطيل الدولة والمؤسسات الدستورية والاقتصادية والإدارية منذ العام 2005 سنجد أيام تعطيل بحجم نصف الدَيْن العام». وأكد أنه لم يكن يتصور»أن تدور المشكلة بهذه الطريقة، في وجه فخامة الرئيس أولاً، قبل أن تدور في وجه سعد الحريري وكل اللبنانيين»، مشيراً إلى أنه كان واضحاً «منذ اللحظة الأولى ولم آخذ الأمر باستلشاق، ولم أكن أناور وقلت للحزب أن الأمر لا يمكن أن يمر وهذا لم يحصل في ربع الساعة الأخير... وقلت بكل صراحة، إذا لم تكونوا مقتنعين ابحثوا عن غيري». وتحدث عن المفاوضات مع سائر الفرقاء الذين تصادم وإياهم أثناء التأليف حول الحصص، وقال: «أخذت في صدري كثيراً من الأمور التي لا تريدها طائفتي ولا يريدها تيار المستقبل والكل يعلم ما تحملت من ضغوط وخسائر وأنني سرت بحالات عكس التيار»... ليعلن: «لا أقبل من أحد أن يتهم سعد الحريري بالتحريض الطائفي والمذهبي». وأعلن أنه كان دائماً يرى «النصف الملآن من الكأس... ولكن لم أعد قادراً على إقناع نفسي بنظرية أم الصبي». وذكر إنه «أبو السنّة في لبنان وأعرف مصلحتهم ولن نقبل أي طغيان من السنّة على الطوائف الأخرى لأننا لا نقبل بأي طغيان عليهم». لكن الحريري فتح باباً على مخرج حول مسألة تمثيل فرقاء من غير «تيار المستقبل»، وقال: «غير صحيح أنني أحتكر تمثيل السنّة، والدليل أن هناك سنّياً يسميه رئيس الجمهورية، وهناك سني اتفقت عليه مع الرئيس نجيب ميقاتي، الوحيد الذي أتى إلى الاستشارات على رأس كتلة». وعلمت «الحياة» أن المرشح السنّي الذي اتفق عليه الحريري مع ميقاتي هو إما سامر الحلاب وإما عادل افيوني. كما علمت «الحياة» من مصادر مواكبة لاتصالات التأليف، أن تحرك رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لم يسفر بعد عن تقديم اقتراحات محددة لمخرج من أزمة تعطيل الحكومة، وشرط «حزب الله» تمثيل النواب السنّة في 8 آذار. ومساء أمس زار باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للتداول معه في المخارج الممكنة. واعتبر الحريري أن «الأمر لا يحتاج إلى كل الصراخ الذي سمعناه، ولا التهديد والتذكير بالماضي... وليس سعد الحريري الذي يقبل بخربطة اتفاق الطائف وخلق أعراف جديدة لإدارة الحكم والتعدي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة». وزاد: «مشاكلنا أكبر من كل الكلام الذي تسمعونه، ولا يمكن لأحد أن يتبرأ من مسؤولية إضعاف الدولة... الحكومة جاهزة والرئيس عون والرئيس بري يعرفان ذلك، فليتفضل الجميع ويتحمل مسؤولياته ليسير البلد». ورداً على سؤال عن سبب عدم لقائه النواب الستة الحلفاء لقوى 8 آذار، أوضح أنهم لم يطلبوا ذلك وأن «حزب الله» كان يفاوض عنهم، وأنهم لو جاؤوا بكتلة واحدة من البداية لكان سعى إلى تمثيلهم. وكشف أنه في المفاوضات على قانون الانتخاب كان يقول للحزب أن هدفه إنجاح النواب السنّة المعارضين له ونجحوا، «ولكن لا أحد يدفع الفاتورة مرتين». وشدد على أن المشكلة داخلية وليست خارجية، وحين قيل له أن وكالة «فارس» ذكرت أن لخطاب نصرالله أبعاداً إقليمية، قال إن جريدة «المستقبل» ترد عليهم. وعن إمكان اعتذاره قال: «كل شيء في وقته».
مشاركة :