أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن الرئيس دونالد ترامب مستعد لعقد قمة ثانية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. في الوقت ذاته، قلّلت سيول من أهمية معلومات عن تشغيل بيونغيانغ 13 قاعدة لإخفاء صواريخ متحركة وقادرة على حمل رؤوس نووية، مؤكدة أن هذه المنشآت معروفة منذ سنوات، ولم تعرض الدولة الستالينية التخلّي عنها. في سنغافورة، أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ضرورة إبقاء العقوبات على كوريا الشمالية، تمهيداً لنزع سلاحها النووي. وقال بنس إن واشنطن ستواصل ممارسة ضغوط ديبلوماسية واقتصادية على بيونغيانغ، وحضّ كل دول المحيط الهادئ على استمرار الضغط والعقوبات، إلى حين نزع سلاحها الذري. أما آبي فأعلن أن اليابان والولايات المتحدة ستواصلان العمل معاً لجعل كوريا الشمالية، الغنية بموارد طبيعية وبشرية، تدرك أن لديها مستقبلاً مشرقاً إذا أوفت وعدها. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت دراسة بعنوان «عملية خداع كبيرة» نفذتها بيونغيانغ. وقال فكتور تشا الذي يُعدّ بحوثاً في شأن كوريا الشمالية وكان مرشحاً لتولي منصب سفير لواشنطن في سيول: «لم يُجمّد العمل في هذه القواعد، إنه مستمر. ما يقلق الجميع هو احتمال قبول ترامب اتفاقاً سيئاً. هم (الكوريون الشماليون) يعطوننا موقع تجارب واحداً ويفككون أشياء أخرى قليلة، وفي المقابل يحصلون على اتفاق سلام». لكن الحكومة الكورية الجنوبية ومحلّلين قلّلوا من أهمية التقرير، مشيرين إلى أنه لا يقدّم جديداً. وأفاد مكتب الرئاسة في سيول بأن أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية كانت على علم بالمعلومات المذكورة في التقرير. وأضاف أن موقع «ساكانمول» الذي ركّز عليه البحث «لا علاقة له بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات». وقال ناطق باسم الرئاسة في سيول إن «كوريا الشمالية لم تتعهد يوماً التخلّص من الصواريخ قصيرة المدى أو إغلاق القواعد الصاروخية المرتبطة بها». واعتبر ناطق باسم الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، أن وجود المنشآت يظهر الحاجة إلى محادثات مع كوريا الشمالية، محذراً من أن «معلومات مضلّلة» قد «تعرقل الحوار» بين بيونغيانغ وواشنطن. وكتب أستاذ في معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» على «تويتر» أن «كيم أمر حرفياً بإنتاج أعداد ضخمة من الصواريخ الباليستية يوم رأس السنة 2018، ولم يعرض يوماً وقف إنتاجها أو التخلّي عنها». ورأى أن «وصف ما يجري بأنه خداع هو مضلّل جداً. لا اتفاق في الأصل كي يُنتهَك». إلى ذلك، أخّرت الولايات المتحدة الموافقة على طلبات لاستثناء عمليات إيصال جرّارات وقطع غيار ومساعدات إنسانية لكوريا الشمالية، من العقوبات الدولية. وأقرّ مسؤولون أميركيون بتراجع تطبيق العقوبات التي تفرضها واشنطن على بيونغيانغ، من شركاء تجاريين تقليديين للدولة الستالينية، مثل روسيا والصين، منذ قمة سنغافورة التي جمعت ترامب بكيم.
مشاركة :