أكد أحمد أبو الغيط الامين العام لجامعة الدول العربية، أن الأمن الغذائي قضية وجود بالنسبة للعالم العربي، خاصة أنه أكبر منطقة عجز غذائي في العالم.وقال: "إننا نستورد نحو نصف احتياجاتنا من الغذاء وتصل نسب واردات الحبوب في سلة الغذاء العربية ببعض الدول إلى 70% وأكثر من الاستهلاك المحلي، وتتصدر الدول العربية قائمة أكبر مستوردي اللحم، كما أن مصر أكبر مستورد قمح على مستوى العالم".وأضاف في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال "المؤتمر العربي السادس للاستثمار في الأمن الغذائي" بإمارة الفجيرة، اليوم الأربعاء، أن الأزمة ليست جديدة، وقد تنبهت لها الحكومات العربية في العقود الماضية الزيادة السكانية الرهيبة، وارتفاع مستويات الدخول، مع تراجع الإنتاج الزراعي، مؤكدا انها أسهمت جميعًا في اتساع الفجوة على نحو متسارع ومخيف فقد زاد عدد سكان المنطقة العربية من 100 مليون في 1960، إلى نحو 300 مليون في 2006.وتابع: من المتوقع أن يصل سكان العالم العربي إلى 600 مليون في 2050، فإذا أضفنا إلى ذلك تحدي الشح المائي الذي تواجهه المنطقة العربية التي يصلها 1% فقط من موارد المياه العذبة في العالم، حتى نجد أنفسنا أمام سيناريوهات تدعو إلى التدبر والاستعداد، حفاظًا على البقاء وصونًا للحضارة والعمران.وأكد أن تحدي الأمن الغذائي له أوجه مختلفة، وبُعد جيوسياسي لا يخفى، وقد تنبهت له الدول العربية في مرحلة مبكرة بخُطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الستينيات والسبعينيات، خاصة عندما هددت الدول الكبرى بقطع توريد الغذاء، ردًا على الحظر البترولي بعد حرب أكتوبر.وأوضح أن الشعور يتجدد بالخطر مع أزمة 2008 و2007 التي شهدت ارتفاعًا حادًا في أسعار الغذاء على صعيد عالمي وكذا في عامي 2011 و2010، عندما شهدت أسعار الحبوب ارتفاعًا مماثلًا أشار البعض إلى أنه لعب دورًا رئيسيًا في إشعال الأوضاع في أكثر من دولة عربية، بسبب ما شهدته هذه الدول من تضخم حاد في أسعار السلع الغذائية الأساسية خلال فترة قصيرة.
مشاركة :