الولايات المتحدة- عقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء اجتماعا مغلقاً بحث خلاله التصعيد العسكري الذي شهده قطاع غزة في الأيام الأخيرة، لكنّ أعضاء المجلس فشلوا في التوصّل لأي اتّفاق حول سبل تسوية الوضع في القطاع المحاصر، بحسب ما أفاد دبلوماسيون. والاجتماع الذي عُقد بطلب من كل من الكويت، التي تمثل الدول العربية في المجلس، وبوليفيا، استمر 50 دقيقة وانتهى إلى "الفشل"، بحسب ما أعلن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور. وقال منصور للصحافيين إنّ مجلس الأمن "مشلول" و"فشل في تحمّل مسؤولياته" ووقف أعمال العنف، مشدّداً على أن "هناك دولة أغلقت الباب أمام الحوار"، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي ما انفكّت مواقفها في الأمم المتحدة تزداد انحيازاً لإسرائيل منذ تولى دونالد ترامب مقاليد السلطة فيها. وأشار "ندين بأقصى العبارات الممكنة الهجوم الإسرائيلي على غزة، ونشعر بالامتنان لجهود مصر والأمم المتحدة". وتابع "كما نثمن مواقف الصين التي تتولى رئاسة أعمال المجلس حاليا وقد سلمناها رسالة الذي خطية عبرنا فيها عن قلقنا وسوف يتم اعتبار الرئاسة وثيقة من وثائق المجلس الرسمية". وأضاف "نريد من مجلس الأمن أن يتحرك لكنه كما قلت مشلول، غير أننا مستمرون في طرق أبوبه حتى يضطلع بمسؤولياته.. وأن يتم رفع الحصار غير الإنساني على القطاع حتى تعود الحياة به لوضعها الطبيعي". ولهذا السبب لم يتمكّن مجلس الأمن من إصدار بيان رئاسي بشأن الأوضاع في غزة، ذلك أنّ بيانات المجلس تصدر بالإجماع. لا يوجد أي آفاق للسلام غراف بدوره قال السفير الكويتي في الأمم المتحدة إنّ غالبية أعضاء مجلس الأمن اعتبروا أنّه لا بدّ للمجلس من "أن يفعل شيئاً ما" مثل القيام بزيارة إلى المنطقة، لكن لم يصدر أي قرار بهذا الشأن. وأضاف "تواجه غزة حصارًا منذ ما يقرب من 11 عاما ولا يوجد أي آفاق للسلام، والموقف الإنساني يتدهور بشدة ولذلك تقع مثل تلك الأحداث". وتابع "غالبية ممثلي الدول الأعضاء خلال جلسة المشاورات قالوا إنه من الضروري تحرك المجلس إزاء ما يحدث، فيما أثار بعض المتحدثين خلال الجلسة موضوع قيام وفد من مجلس الأمن بزيارة قطاع غزة وقد أيدت دول عديدة القيام بهكذا زيارة". وكان السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون استبق اجتماع المجلس بالقول "لن نقبل بدعوة الجانبين لضبط النفس". وأضاف "هناك جانب يهاجم ويطلق 400 صاروخ على المدنيين، وهناك جانب آخر يحمي مدنييه". وعقد اجتماع مجلس الأمن بعدما أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وفي مقدّمها حماس أنها توصّلت بوساطة مصرية إلى وقف لإطلاق النار بينها وبين إسرائيل. وطلبت مصر من إسرائيل "الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية" في قطاع غزة الذي شهد مواجهات بين فصائل فلسطينية والجيش الإسرائيلي هي الأعنف منذ حرب 2014. وتحاول مصر والأمم المتحدة التوصل إلى هدنة دائمة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة المحاصر. وكانت حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى في غزة أعلنت بعد ظهر الثلاثاء وقفا لإطلاق النار مع إسرائيل أبرم بوساطة مصرية. جهود مصرية غالبية ممثلي الدول الأعضاء دعوا مجلس الأمن إلى التحرك إزاء ما يحدث في غزةغالبية ممثلي الدول الأعضاء دعوا مجلس الأمن إلى التحرك إزاء ما يحدث في غزة وقالت في بيان مشترك إن "جهودا مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني". وطالب بيان الخارجية المصرية "إسرائيل بالوقف الفوري لكافة أشكال الأعمال العسكرية، كما نوه أيضاً إلى ضرورة وأد العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء بشكل فوري". وقالت الفصائل أنها ستلتزم بالهدنة طالما التزمت بها إسرائيل التي لم يصدر عنها أي تأكيد رسمي لهذه الهدنة. وقتل سبعة فلسطينيين في غارات اسرائيلية على قطاع غزة في اليومين الماضيين ردا على اطلاق صواريخ على اراضي الدولة العبرية في اسوأ تصعيد بين الجانبين منذ العام 2014. وبدأ التصعيد الأخير مساء الأحد مع عملية خاصة للقوات الاسرائيلية داخل القطاع اعقبها اشتباك مع مقاتلين لحماس. وردّ المقاتلون الفلسطينيون بإطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون على المناطق الاسرائيلية. واستهدفت قذيفة مضادة للدبابات حافلة تقول حماس إن جنوداً إسرائيليين كانوا يستخدمونها. وأصيب جندي إسرائيلي بجروح بالغة في هذا الهجوم. وخاضت إسرائيل والمقاتلون الفلسطينيون في غزة ثلاث حروب منذ 2008، وأثارت احتجاجات على الحدود بين غزة واسرائيل منذ 30 مارس مخاوف من اندلاع حرب رابعة.
مشاركة :