يشهد سوق النفط حالياً تراجعاً يهدد بتبدد المكاسب التي حققها خلال الأشهر الماضية، بعد أن هبط خام «برنت» إلى أقل من 70 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى خلال 8 أشهر في ظل توقعات تجاوز حجم المعروض للطلب بحلول 2019.رغم ارتفاع السعر أمس الأربعاء صوب 67 دولاراً للبرميل معوضاً بعض خسائر الجلسة السابقة بفعل تنامي فرص خفض «أوبك» ومنتجين حلفاء لها إنتاجهم خلال اجتماع الشهر القادم لدعم السوق، إلا أن ثمة توقعات تشير إلى استمرار تراجع الأسعار الفترة القادمة، خاصة وأن «برنت» تراجع 17.5% منذ منتصف أكتوبر/‏‏ تشرين الأول الماضي، بتنامي المخاوف من تخمة معروض وتباطؤ الطلب فيما أصبح أحد أكبر الانخفاضات منذ انهيار السعر في 2014.وصعد الخام بعدما قالت ثلاثة مصادر مطلعة: إن «أوبك» وشركاءها يناقشون مقترحا لخفض إنتاج النفط بما يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا في 2019 وذلك لتفادي تخمة معروض قد تُضعف الأسعار. وارتفع أمس خام «برنت» بمعدل 1.18 دولار للبرميل ليصل إلى 66.65 دولار بعد أن انخفض إلى 65.02 دولار في وقت سابق، وارتفع الخام الأمريكي 60 سنتا إلى 56.29 دولار.يأتي الارتفاع الطفيف في الأسعار ليعوض بعض الخسائر، بعد أن هبطت أسعار النفط بنسبة 7% أول أمس الثلاثاء في تعاملات بورصة نيويورك للجلسة ال12 على التوالي.وفي آسيا، واصلت أسعار النفط الانخفاض بسبب القلق من فائض العرض في الأسواق العالمية الذي تزايد مع خفض منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تقديراتها لحجم الطلب.وخسر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأمريكي للخام، تسليم كانون الأول/‏ديسمبر 35 سنتا ليبلغ سعره 55,34 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا. وذكرت «بلومبيرج» أنه أدنى سعر للنفط الخفيف منذ أحد عشر شهرا.أما برميل نفط برنت المرجع الأوروبي تسليم كانون الثاني/‏يناير، فقد تراجع 28 سنتا إلى 65,19 دولار.وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: إنه ينبغي أخذ أسعار النفط للمدى الطويل في الحسبان عند اتخاذ أي قرار من جانب الدول المنتجة للخام وإنه لا يوجد ما يبرر أخذ إجراء استثنائي لكبح تراجع الأسعار.