لو لم يكن ابن سلمان متورطاً في اغتيال خاشقجي لقدّم القتلةَ «جثثاً» للمجتمع الدولي

  • 11/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأستاذ جابر بن ناصر المري مدير تحرير «العرب»، إن اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي جريمة مكتملة الأركان، ومؤلمة، وإن هذا الألم هو السبب في جعل جميع وسائل الإعلام ما زالت تتحدث عن هذه الجريمة البشعة. وأكد المري، في لقائه ببرنامج «الحقيقة» على تلفزيون قطر، أن تركيا أدارت هذه القضية بشكل محترف وذكي، فجعلتها دائماً في أوائل الأخبار في الصحف العالمية، وانتهجت سياسة التسريبات حتى يكون بين كل فترة وفترة جديد متداول.أشار إلى أن أية حماقة سياسية، خاصة الاغتيالات، يكون لها تبعات جيوسياسية، على شاكلة ما حدث باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، فكان بعده ضغط من المجتمع الدولي على النظام السوري بأن سحب جيشه من لبنان. وأضاف المري: «في بداية قضية اغتيال خاشقجي، ذكرت أنه قد تكون دماء جمال خاشقجي سبباً في وقف معاناة أهلنا في اليمن، والضغوط التي تمارس ضد التحالف السعودي- الظبياني في اليمن غالباً هي من تبعات اغتيال خاشقجي». ونوّه إلى أن محاولة السعودية الإيهام بأنه ليس هناك متورط في اغتيال جمال خاشقجي سوى من قاموا بالجريمة محاولة فاشلة، مردفاً: «لو لم يكن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي متورطاً في الجريمة لقدّم الحقائق في 72 ساعة»، موضحاً أن «السعودية تمرّ بأزمة سياسية وأزمة دبلوماسية لا أعتقد أنهم ينكرونها، وأنها مؤلمة جداً. وأؤكد مجدداً أن ولي العهد السعودي لو لم يكن متورطاً لقدّم المتورطين أو قدّم جثثهم للمجتمع الدولي، لإنهاء هذه المسألة؛ إلا أنه متورط في هذه الجريمة ويحاول إيجاد مخرج». وأشار إلى أن بعض الروايات المتناقضة التي خرجت من السعودية خلال الأربعين يوماً الماضية جعلت المجتمع الدولي لن يصدق أية رواية سعودية أخرى، وما يجعل السعودية في حيرة من أمرها أنها لا تعلم كمّ المعلومات المتوافر لدى السلطات التركية. وقال المري: «إن الإدارة الأميركية كانت على علم بأن السعودية تلعب على عامل الوقت، ووجّهوا رسالة لهم عن طريق وزير الخارجية الأميركي أن الوقت ليس في صالح السعودية، والرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر يعلمان جيداً أن الأزمة يجب أن تنتهي قبل مطلع 2019، لأنها ستكون وبالاً ليس على محمد بن سلمان فحسب، بل على القيادة الأميركية». وتحدّث مدير التحرير عن السياسة الخارجية القطرية، مشيراً إلى أن منتدى باريس ليس المحفل الدولي الوحيد الذي أثبت احترام دول العالم لدولة قطر وفكر الدوحة، بالإضافة إلى المصالح المشتركة؛ حيث إن دولة قطر شريك اقتصادي واستثماري مهم في هذه الدول. ونوّه إلى أن جميع المناسبات التي يحضرها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تؤكد أن هذه الدول أصبحت تعلم من هي الدول التي تملك رؤية، ومن هي الدول التي تساعد في تحقيق السلام في العالم، بعيداً عن الدول التي تفتعل الأزمات لتفرض رأياً سياسياً أو تفرض فوضى خلاقة لتخلق وضعاً جديداً حسب مصالحها. وعن تخريج الدفعة (41) من جامعة قطر، قال المري: «إن ما قدّمته قطر والجامعة ليس وليد سنوات الدراسة الجامعية»، مضيفاً: «أتذكر في الجامعة كنا نحتفل بما أصدره صاحب السمو الأمير الوالد عام 2002 بالتعليم الإلزامي، وهذه النخبة من الخريجين ليست لتخدم دولة قطر فحسب، بل إن قطر ستقدمها للعالم». وتابع المري: «عندما نتحدث عن المسؤولين في الدولة ممن كانت لهم إنجازات عالمية في الثقافة أو الرياضة أو غيرها من المجالات، وأبناء قطر الذين قدّموا ملف استضافة قطر لمونديال 2022، فقد أبلوا بلاء حسناً حتى فازت قطر بتنظيم هذه الفعالية العالمية، فهذا المشهد يذكّرنا بأيام الجامعة، وكيف كان لدينا شغف في الدخول لمجال العمل». وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، قال: «إن بعض المنحازين لإسرائيل من العرب لا تعنيهم القضية الفلسطينية ولا تعنيهم فلسطين أو إسرائيل، فمن يحرّكهم هو من دفعهم إلى هذا الدرك الذي وصلوا إليه». وأضاف: «إذا عدنا إلى بدايات حصار قطر، نجد أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن من أسباب الحصار دعم قطر لـ (حماس)، فمن وجهة نظرهم أو مشروعهم الجديد أنهم يرون أن (حماس) أو (الجهاد الإسلامي) وجميع فصائل المقاومة هي آخر سدّ منيع لتصفية القضية الفلسطينية».;

مشاركة :