د. النعيمي: الحصار كشف عن معدن أصيل للمواطنين.. ومواقف مشرّفة للمقيمين

  • 11/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي -رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان- إن أزمة الحصار كانت بحق منحة لا محنة، وإنها أبانت عن التحام المقيمين يداً بيد مع المواطنين، وأظهروا جميعاً ما يكفي من المسؤولية والتحدي لمواجهة هذا الحصار الجائر، والدفاع عن سيادة واستقلال البلد الذي يعيشون على أرضه، والدفاع عن حقوقه وثرواته. وخلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها سعادته بمناسبة الطاولة المستديرة التاسعة للجاليات بعنوان «قطر.. مواطنون ومقيمون يتحدون الحصار»، أشار النعيمي إلى أنه بقدر ما خلّفت أزمة الحصار في بدايتها من صدمة وقلق، حينما بلغت التوترات أقصى درجاتها مع صدور قرارات وإجراءات مجحفة بحق دولة قطر، فقد كانت كاشفة عن معدن أصيل للمواطنين القطريين، وعن مواقف مشرّفة للمقيمين الذين أظهروا أقصى درجة من الانضباط ومراعاة الظروف الاستثنائية، فوجدنا التحاماً للمقيمين يداً بيد مع المواطنين، وأظهروا جميعاً ما يكفي من المسؤولية والتحدي لمواجهة هذا الحصار الجائر، والدفاع عن سيادة واستقلال البلد الذي يعيشون على أرضه، والدفاع عن حقوقه وثرواته». وأضاف: « بلورت الأزمة مجموعة عوامل محفّزة وفعّالة ومتسارعة، وخلقت واجبات وتحديات على كل من المواطنين والمقيمين في اتجاه العمل الدؤوب لمواجهة الأزمة، والتصدي لها ولتداعياتها، حتى أصبح من الواضح للجميع أنها كانت بحق منحة لا محنة. وعن سر اختيار موضوع الحصار، قال النعيمي إن أزمة الحصار هي من أهم القضايا التي تمسّ كل من يعيش على أرض قطر، من المواطنين والمقيمين. ومن هذا المنطلق، جاء اختيار المركز لها عنواناً لموضوع الطاولة التاسعة؛ لما تمثّله من أولوية قصوى وتحدٍّ حقيقي أمام المجتمع القطري في إطار التفاعل الإيجابي معها. لافتاً إلى أن هذه الطاولة تأتي استكمالاً لما سبقتها بعنوان «الجاليات في ظل الحصار: التضامن والتحديات»، والتي تناولت الآثار التي خلّفتها الأزمة على المقيمين وموقفهم منها، وكيفية التعاطي معها، وكذلك دورهم الإيجابي فيها وقوفاً جنباً إلى جنب مع المواطنين القطريين. وصفه بـ «المنحة» خلال الطاولة المستديرة التاسعة لمركز حوار الأديان قال يوسف أحمد الكواري -المتحدث الرسمي باسم حملات الحج والعمرة القطرية- إنهم بدؤوا يلاحظون قبل الحصار العوائق التي كانت تضعها دول الحصار في إصدار التأشيرات، وكنا نغض الطرف عنها. وبيّن أن خسائر موسم الحج الأولية لعام 1439هـ بلغت نحو 30 مليون ريال، وأن الضرر تتابع في السنة الثانية؛ لأننا كنا ملتزمين مع جهات مختلفة دون أن يكون لنا الحق في المطالبة بها، ومكاتب الحج أُغلقت، وأُلغيت نحو 33 حملة حج، ونحو 65 حملة حج وعمرة أُلغيت أيضاً. وأشار الكواري إلى أن ما قامت به دول الحصار يخالف ميثاق مجلس التعاون الخليجي. مشيراً إلى أن السعودية خفّضت قبل الحصار حصة عدد الحجاج إلى 1500 حاج، بينما كانت في السابق نحو 10 آلاف حاج. ماجد الأنصاري: استمرار خطاب الكراهية والتحريض قال الدكتور ماجد محمد الأنصاري -أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر- إن استمرار خطاب الكراهية والتحريض من قبل دول الحصار ممنهج، يستهدف إيقاع الضرر بالآخرين عبر نشر الكراهية، بالتزامن مع مناخ عالمي متوتر متعلق بالشعوبية والشعبوية، مثل حركات اليمين المتطرف في أوروبا، والحركات المتشددة في العالم العربي والإسلامي، وكلها أنمط تغذّي العنصرية تجاه الآخرين. وأشار إلى أن دول الحصار استخدمت الفتاوى لتبرير خطاب الكراهية بغلاف ديني واضح، وأصبحوا يتحدثون عن القطريين كأنهم من دين آخر، واتهام المقيم في قطر بأنه مرتزق بسبب وجوده في قطر، ويتم انتهاكه حقوقه وتشويه سمعته، مع انتشار عبارات من قبيل «سيتم رميكم في البحر بعد الانتهاء من قطر»، بشكل متكرر في وسائل التواصل الاجتماعي، وظهور ما يُسمّي بالقائمة السوداء التي أعلنها مستشار ولي العهد السعودي، مع نية بأن تنتهي هذه القائمة باغتيالات، في ظل استمرار التهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالإضرار بالعائلات وتشويه سمعتهم. العميد المهندي: خطوات قطر ديمقراطية وشفافة قال العميد عبدالله صقر المهندي -مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية- إن قطر ظلت تنتهج خطوات ديمقراطية وشفافة، ولديها العديد من الآليات المتعلقة بالقوانين التي تخص المواطن أو الوافد. وأشار إلى إلغاء قانون الكفالة مقابل علاقة تعاقدية جديدة بين المستخدم والباحث عن عمل، إضافة إلى القوانين التي تعزز من حقوق الإنسان وآليات الحماية الوطنية، بإنشاء عدد منها في الجهات الرسمية، مثل إدارتي حقوق الإنسان بوزارتي الداخلية والخارجية، وكذلك إنشاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عام 2002 بوصفها واحدة من منظمات المجتمع المدني في تعزيز وتطوير آليات وحقوق الإنسان، فضلاً عن إنشاء لجان وآليات مكافحة الاتجار بالبشر، وغيرها مما يُعنى بالقانون الدولي الإنساني. وتطرّق العميد المهندي في حديثه عن قانون اللجوء السياسي، الذي أصدرته الدولة مؤخراً ويُحسب لها، معتبراً إياه من القوانين الفريدة على مستوى المنطقة. وقدّم تعريفاً مفصّلاً للاجئ السياسي واتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة باللجوء السياسي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وما ينص عليه من التزامات أخلاقية على عاتق الدول في هذا الصدد. ريمة المانع: «الإقامة الدائمة» يحقق فوائد كثيرة للوافدين قالت ريمة صالح المانع -الباحثة القانونية، إدارة الشؤون القانونية بوزارة الداخلية- إن دولة قطر لطالما اتخذت على الصعيد الوطني والدولي مجموعة مواقف لتطوير خدماتها وتحقيق مصالح الموجودين في الدولة مواطنين ومقيمين، ومن هنا جاءت الإقامة الدائمة، وهي ليست فكرة فتيّة، بل مطروحة للنقاش منذ زمن، وظهرت الآن في إطار تشريعي منظم بصدور القانون. وعددت المانع الامتيازات والحقوق التي يستفيد منها الحاصلون على الإقامة الدائمة، والفئات المؤهلة للحصول على البطاقة. مشيرة إلى أن وزارة الداخلية حققت تطوراً عملياً تحضيراً لدخول قانون الإقامة الدائمة حيّز التنفيذ، عبر إعداد مقر للجنة التي تنظر في الطلبات، وتقديم الطلبات عبر منصة إلكترونية للوزارة أو «مطراش2». وقامت الوزارة بإعداد الأدوات التشريعية المنفّذة للقوانين، وستصدر عاجلاً ليصبح القانون فعّالاً وعملياً. وتوقّعت أن يحقق قانون الإقامة الدائمة فوائد كثيرة للمقيمين في الدولة. سفيرة البوسنة والهرسك: تعامل قطر مع الأزمة عقلاني أشادت سعادة السيدة بيسرا توركوفيتش سفيرة جمهورية البوسنة والهرسك لدى الدولة، في مداخلة لها، بمواقف دولة قطر العقلانية وتعاملها الحكيم مع أزمة الحصار المفروض عليها. وقالت إن كل من التقتهم من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى الدولة يشاركونها هذا الرأي. الأب مكاريوس: المتضررون أناس أبرياء قال الأب مكاريوس -رئيس الأساقفة في قطر- في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن الحصار فشل ولم ينجح في تحقيق أي من أهدافه. مشيداً بصمود المواطنين والمقيمين في تحدي الحصار الجائر. قائلاً: «إن متضرري الحصار وضحاياه هم أناس أبرياء، لا علاقة لهم بهذه الأزمة التي زجّتهم فيها دول الحصار». مدير «حصاد»: عام ونصف من الإنجاز قال مبارك راشد السحوتي -المدير التنفيذي للعلاقات التجارية لشركة حصاد الغذائية- إن أحد أسباب نجاح الشركة في المشاريع التي نفّذتها، هو العمل الجماعي والتضامن مع المواطنين والمقيمين. مشيراً إلى أنهم كانوا يتلقون اتصالات باستمرار من مواطنين يعرضون خدمات مجاناً، وفي أي مجال وفي أي وقت؛ تضامناً مع بلادهم ضد الأزمة. وعلّق قائلاً: «نحن لا نقول: عام ونصف العام من الحصار، وإنما نقول: عام ونصف العام من الإنجاز»، وبالفعل وصلنا إلى الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات.;

مشاركة :