في ظل جهود ديبلوماسية دولية لإجراء «مشاورات» سلام بين الأطراف اليمنيين خلال الأسابيع المقبلة، خيّم الهدوء على جبهات القتال في مدينة الحديدة (غرب) لليوم الثاني، فيما بدأت ميليشيات جماعة الحوثيين زرع ألغام قرب مداخل ميناء المدينة أمس. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم قوات «المقاومة الوطنية» العقيد الركن صادق دويد أمس، أن جماعة الحوثيين «عرضت تسليم ميناء الحديدة، في مقابل بقاء مسلحيها في المدينة». وكتب على «تويتر»: «الميليشيات تتوسل المجتمع الدولي لوقف الحرب. المقاومة التي تسيطر على أجزاء واسعة من الحديدة ستمنح فرصة للسلام، وشرطها الرئيس خروج الحوثيين من المدينة والميناء». في الوقت ذاته، أشاد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بجهود الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية. ولفت إلى «صعوبة مهمة البعثة الأممية في اليمن»، واصفاً إياها بأنها «من أصعب المهمات عالمياً الآن». وأعلنت جماعة الحوثيين أنها تدرس بيان وزارة الخارجية البريطانية حول جهود استئناف «المشاورات» اليمنية قبل نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وطالب رئيس «اللجنة الثورية العليا» للجماعة محمد علي الحوثي في تغريدة على «تويتر» أمس، بحضور ممثل عنها جلسة مجلس الأمن المقبلة. ميدانياً، أكد مسؤول في القوات اليمنية لوكالة «فرانس برس» أمس، أن «المعارك توقّفت (في الحديدة) موقتاً لإتاحة فرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها، ونقل جرحى، وفتح ممرات آمنة لمن يرغب من السكان في النزوح إلى خارج المدينة». وشدّد مسؤول آخر على أنّ المعارك «لن تتوقف تماماً، إلا بتحرير الحديدة والساحل الغربي»، وقال: «سيشهد الجميع مفاجآت عسكرية خلال الأيام المقبلة». مراسلة «فرانس برس» في المدينة روت أن «الوضع هادئ (أمس). لم تكن هناك اشتباكات خلال الليل كما يبدو، ولا هذا الصباح، لكن أصوات الطائرات يمكن سماعها باستمرار». وذكر محافظ الحديدة حسن طاهر أن الجيش «يمشط المواقع والمناطق التي سيطر عليها شرق المدينة وجنوبها». وفيما خيّم الهدوء على جبهات القتال، أفاد ثلاثة موظّفين في ميناء الحديدة بأن الحوثيين بدأوا ليل الثلثاء- الأربعاء زرع ألغام قرب مداخل الميناء. وذكروا أن الالغام زُرعت قرب مدخلين للميناء، وفي محاذاة سياج يحيط به، فيما قال آخر: «لم تبق سوى بوابة دخول وحيدة، هي المؤدية الى شارع الميناء (عند الخط الساحلي الرئيس) والتي تدخل منها الشاحنات». إلى ذلك، أحرز الجيش بدعم من التحالف العربي، تقدماً واسعاً في مديرية الملاجم في محافظة البيضاء أمس. وأكد مصدر أن القوات اليمنية «حررت أعلى قمة في جبل صوران في الملاجم، بعد معارك مع الحوثيين أسفرت عن سقوط عدد من مسلحيهم بين قتيل وجريح». وأضاف: «بتحرير هذه القمة الجبلية، يكون الجيش استكمل السيطرة على جبل صوران الذي يطل على مناطق باحواص، وساحة، وروس الكبار المطلة على منطقة البياض». في صعدة، تمكن الجيش من السيطرة على حصن باقم وقرى محيطة به، بعد معارك ضارية خاضها مع الحوثيين. وقال قائد المحور العميد ياسر مجلي، إن المعارك التي استمرت ثلاثة أيام أسفرت عن سقوط عشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح.
مشاركة :