مقاتل سوري فقد بصره يدعم المكفوفين بتطبيق صوتي

  • 11/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

داخل قاعة متواضعة، يواكب أحمد طلحة وهو مقاتل سابق في فصيل سوري معارض فقد بصره خلال المعارك في شمال سورية، كيف يتدرب زملاؤه على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مستندين إلى ارشادات صوتية تنبثق من هواتفهم النقالة بعد تعريبه برنامجاً خاصاً بالمكفوفين. ولم تدفع الإصابة هذا الشاب إلى الاستسلام، بل شكلت حافزاً له لتطوير قدراته ومساعدة من يعانون من الحالة ذاتها، من خلال مشاركته في تأسيس جمعية «قلوب مبصرة» التي تُعنى بتدريب المكفوفين وتنمية مهاراتهم. ويقول أحمد (24 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال لوكالة «فرانس برس»: «كل كفيف يتمنى أن يكون لديه أفضل جهاز وأفضل كمبيوتر وأفضل أدوات». ويضيف: «لو اهتممنا بالكفيف ربع ما اهتممنا بالمبصر لأبدع، لا يوجد إنسان معاق ولكن يوجد مجتمع يُعيق». بمساعدة عدد من أصدقائه، تمكن أحمد من ترجمة برنامج ناطق مخصص لأجهزة الأندرويد إلى اللغة العربية، وتحميله على هواتف المكفوفين الذين يرتادون الجمعية. ويمكنهم هذا البرنامج من استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال تحويل كل ما يظهر على الشاشة إلى صوت. في إحدى قاعات الجمعية، يجلس 13 شاباً بينهم فتى، بعضهم على كراس بلاستيكية وآخرون على مقاعد دراسية ويستمعون بعناية إلى إرشادات مدرب تقني يطلب منهم فتح تطبيق الواتساب لاستخدامه وبعث رسائل صوتية. ويتابع أحمد معهم كيفية تفاعلهم مع التطبيق الصوتي الذي وجد نسخته الإنكليزية على الإنترنت، مستفيداً من معرفته بهذا المجال بعدما كان طالباً في اختصاص الهندسة المعلوماتية قبل أن يندلع النزاع في سورية العام 2011. في العام التالي، انضم هذا الشاب إلى صفوف فصيل معارض خاض اشتباكات طويلة ضد قوات النظام السوري في مدينة حلب. وبعد عامين، تسببت طلقة كلاشنيكوف دخلت رأسه خلال المعارك بفقدان بصره. ويقول أحمد الذي يرخي ذقناً خفيفة بينما يقف قرب نافذة إحدى غرف منزله: «لم أستسلم وتابعت حياتي»، مشيراً إلى أنه عاد ليكمل دراسته. بعد خمسة أشهر من إصابته، تزوج أحمد لأول مرة من ابنة عمه التي تعمل وتساهم في إعالة العائلة، وأعاد الكرة بعد عامين، وهو حالياً بصدد الارتباط بفتاة كفيفة. ويأنس أحمد بالضوء الخفيف الذي يتمكن من رؤيته بعينه اليمنى. ويوضح «أتسلى بالضوء حتى أشعر بالدفء داخلي. يساعدني ذلك كثيراً ويعطيني أملاً ويحركني أكثر». ويضيف: «أشعر بظلام مع القليل من الرومانسية، كأن (هناك) شمعة مضاءة في غرفة كبيرة». في منزله، يهتم أحمد بعائلته. يساعد طفلته عائشة البالغة من العمر عاماً واحداً على مشي خطواتها الأولى قبل أن يلاعب طفله حسن ويطلب منه أن يفتح تطبيق يوتيوب على الهاتف النقال. ولا يتردد في مرافقة زوجته الأولى سامية إلى السوق لشراء حاجياتهم قبل أن يخرج مع عدد من أصدقائه.

مشاركة :