اعتقد الإغريق القدماء أن العسل، الذي يُشاد به كبديل صحي للسكر و"علاج" طبيعي لالتهاب الحلق والعدوى البكتيرية وحتى الخصوبة، وُجد على الأرض بفضل الآلهة. ويقدم الكثيرون نصائح عدة تزعم بأن العسل الخام، هو الطريقة الوحيدة للحصول على الفوائد الصحية الحقيقة للمكون الطبيعي. وارتفعت قيمة سوق العسل، حتى وسط المخاوف بشأن الاستدامة، وانتشرت المحلات المتخصصة ببيعه والمتاجر المستقلة. ولكن العسل يمكن ألا يكون مفيدا إلى هذه الدرجة من المبالغة، خاصة بعد أن حاول خبراء الصحة اقتراح بدائل للسكر، الذي يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكري، وكان العسل في المقدمة. ويعد العسل في الواقع أكثر حلاوة من السكر، ما يعني (من الناحية النظرية على الأقل)، أنك قادر على تحسين النكهة بشكل متساو مع كمية أصغر من العسل. ولكن العسل يحتوي على عدد أعلى من السعرات الحرارية، على الرغم من احتوائه على المزيد من المعادن، التي غالبا ما تكون بكميات ضئيلة، بحيث أنها لا تقدم أي مزايا حقيقية. لذا، في حين أن تناول كميات أقل من السكر أمر جيد، فإن الاعتماد على العسل الخام والعضوي يمكن أن لا يكون كذلك. ويقول الخبراء إن سمعة العسل كدواء لا أساس لها من الصحة، وينحصر الأمر بأنواع معينة من العسل. ويتميز بعض العسل، لا سيما Makuna، بخصائص مضادة للجراثيم. كما أن نسيج العسل واتساقه هما أمران جيدان للحفاظ على نظافة الجروح. ولا يمكن نكران دوره في مكافحة البكتيريا، مثل المكورات العنقودية والسالمونيلا، وغيرها من البكتيريا التي يمكن أن تصيب القناة الهضمية وتسبب القرحة. ومع ذلك، لا يمكن للعلماء إثبات صحة هذه الفوائد إلا بالنسبة لنوعين من العسل: Makuna وMalaysian Tualang. بات من الشائع بالنسبة لكثيرين أن شرب كوب من الشاي الساخن مع بعض العسل، سيشعرك بالتحسن خاصة خلال أيام الشتاء القارص. ولكن من الصعب القول إننا على يقين من ذلك. وهناك دراسات تشير إلى أن العسل يعمل بشكل جيد أو أفضل من أدوية السعال، مثل Robitussin. ومع ذلك، اعتبرت الأوساط الأكاديمية أن معظم هذه الأقاويل أسيء تفسيرها على نطاق واسع. - لماذا لا يعتبر العسل "الذهب السائل" لدماغك أو نظامك التناسلي، كما يُقال؟ قبل بضع سنوات، بدا أن العسل أصبح موضوعا ساخنا للبحث العلمي بشكل مفاجئ. وربطت الدراسات بين المحلي الطبيعي وفوائده الصحية، بما في ذلك علاج العقم والخرف. وقارنت إحدى الدراسات، التي أجريت عام 2011، بين النساء اللواتي تناولن العسل بعد انقطاع الطمث، وغيرهن ممن تناولن الاستروجين، أو لم يتناولن شيئا على الإطلاق. ويأتي انقطاع الطمث مع انخفاض هرمون الاستروجين، الذي يتزامن في كثير من الأحيان مع ضعف الذاكرة لدى النساء. وبدا أن النساء اللواتي تناولن العسل تمتعن بذكريات أفضل قليلا، وبالتالي حصل العسل المحلي والعضوي على هوية جديدة تحت اسم "غذاء الدماغ". ويُعرف العسل بأنه يحتوي على مضادات الأكسدة التي لها آثار وقائية ضد تلف الخلايا، الذي يحدث مع تقدمنا في العمر. ولكن بعد نشر هذه الدراسة عام 2011، قالت الدكتورة، نتالي راسغون، من كلية ستانفورد للطب، التي تدرس الاستروجين والإدراك لدى النساء: "هذه ليست دراسة واضحة علميا. بافتراض فعالية محتملة للعسل، لا توجد معرفة مسبقة للآلية. ولا أستطيع أن أفهم كيف يمكن مقارنة العسل بالاستروجين، حيث أنه ليس علاجا في الأصل". أما بالنسبة للخصوبة، فإن الدراسات تؤكد مجموعة من الأسباب المحتملة والطرق، التي يمكن أن يقدم العسل من خلالها المساعدة. وقالت دراسة أجريت عام 2013، إن بعض أنواع العسل (فقط) ساهم في "تقوية وتعزيز الخصوبة" لدى 18 جرذا. وتعتمد دراسات فوائد العسل بالنسبة للنساء، على آثار الأحماض الأمينية على الرحم والمبيض، أو على ميل العسل و(القرفة) لزيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية. المصدر: ديلي ميل
مشاركة :