الخسارة لا تعني نهاية المطاف

  • 1/11/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أخفق منتخبنا في بداية المشوار وتلقى خسارة من نظيره الصيني، الذي سبق وأن كسبه الأخضر في التصفيات الآسيوية ذهابًا على ملعبنا، وتعادلنا إيابًا على أرضه في قلب بلاد المليار، وتباين أداء المنتخب بين الشوطين، حيث ظهر في الشوط الأول منتخبًا باهتًا عاديًا، غير مترابط، وقد يكون الأمر طبيعيًا كونها أول مباراة رسمية يشرف عليها كوزمين، ونتيجة لذلك تغير الحال في الشوط الثاني حيث ظهر الأخضر مقنعًا مترابطًا مسيطرًا على منطقة الوسط صانعًا للهجمات السريعة، حتى لاحت ركلة الجزاء عبر جملة تكتيكية متكاملة توغل بها الصقر نايف واستحق الجزائية، لكنه لم يوفق في التسجيل، وإلى هنا كافة الأمور بالنسبة لي عادية، فعدم التوفيق مسألة واردة لأغلب النجوم، ولكن الغرابة تكمن عندما تنافس نايف ونواف العابد على التسديد، وأصر الأول على أن يقوم بالمهمة، ودائمًا وأبدًا ركلات الجزاء المهدرة يسبقها حديث عمّن يسدد، وهو ما لا نراه في المنتخبات الأخرى، ويفترض أن يكون اللاعب المسدد محددًا سلفًا من المدرب، وإذا كان حدد أكثر من لاعب فإن العملية تركن للجاهزية النفسية، عمومًا الموقف كان طبيعيًا والحديث بين اللاعبين وديًا ولا مشكلة في ضياع الركلة، ولاعبونا قادرون على التعويض بمشيئة الله. أما هدف المباراة الصيني فقد أكد على معاناتنا المستمرة مع الكرات الثابتة، ففي حين نجح كوزمين في تنظيم خط الدفاع وتخليصه من السلبيات السابقة إلا أن الكرة الثابتة أخذت طريقها للشباك بعد أن تغير مسارها. بصريح العبارة الأخضر كان يستحق التعادل على أقل تقدير ولكنه خسر، وينبغي التركيز على الأداء المقنع في الشوط الثاني في المباراتين المقبلتين أمام كوريا الشمالية وأوزبكستان، وجميل جدًا أن اللقاء المقبل أمام كوريا الشمالية الأقل مستوى من المنتخب الأوزبكي الذي يعد أقوى وأفضل، والفوز مطلب متى تحقق سيدعم المنتخب ويعطيه زخمًا معنويًا. تأخر كوزمين كثيرًا في التغييرات، فالتعزيزات الهجومية لمحمد السهلاوي كانت مطلوبة، ودخول يحيى الشهري كان مهمًا، وبالمناسبة فإن الشهري دخل بدلًا عن الظهير الأيمن سعيد المولد اللاعب الذي ظهر متوترًا في المباراة ونال بطاقة صفراء نتيجة اعتراض غريب، والبركة في سلبية الجهاز المشرف على المنتخب الذي وقف متفرجًا على اللاعب وهو مشغول بقضيته المحلية في انتقاله بين الجارين الاتحاد والأهلي، تارة يصرح صباحًا للفضائيات، ومرة أخرى يرسل تفويضًا، وعلى ما يبدو لي أن الجهاز المشرف على المنتخب آخر من يعلم، أو يعلم ويوافق. غياب ناصر الشمراني بالتأكيد أن غياب الهداف ناصر الشمراني مؤثر على خط المقدمة في الأخضر، فبالأرقام خلال آخر موسمين، ناصر هو هداف المنتخب الوطني وصاحب أعلى رصيد تسجيل بين كافة اللاعبين المهاجمين الحاليين بـ16 هدفًا، والغريب أن كوزمين بعد استبعاد ناصر استعان بإبراهيم غالب، وكان يفترض أن يعوض المهاجم بمهاجم بديل وليس هناك سوى عبدالرحمن الغامدي، أما إبراهيم غالب وعوض خميس فإن استبعادهما من القائمة أمر غريب، فمستوياتهما تؤهلهما لأن يكونا ضمن القائمة وعلى حساب لاعبين مستوياتهم متراجعة. خلاصة القول: خسر المنتخب أولى المباريات ولم يفقد الأمل، وكشف الشوط الثاني أن هناك منهجية في الأداء يمكن أن تعيد شيئًا من بريق منتخبنا المفقود، ومهم جدًا أن تتواصل مع صعوبة الموقف في ظل خسارة أولى المباريات، والبداية دائمًا مهمة.

مشاركة :