هجمة شرسة تعجل من أوان رحيل الذئب العربي، أو الأشهب السعودي كما يحلو للبعض تسميته، إذ تحول أكبر أعضاء البرية، بمخالبه الجارحة، وقواطعه الحادة في السعودية، إلى طريدة تقل حيلتها وأعدادها شيئاً فشيئاً، بجانب زيادة حالات قتلها بشكل مباشر بأسلحة متنوعة وحديثة في مختلف المناطق، لتدخل ضمن تصنيف التهديد وفقاً للمعايير الدولية التي وضعتها منظمات حماية الكائنات الحية. ينطبق المثل الرائج «عض يدي ولا تعض رغيفي» على حال الذئاب في السعودية، إذ لم يعد الأمر مطمئناً بالنسبة لها، لا سيما بعد قتل فرائسها الطبيعية، وتهديد بيئاتها التي تعيش فيها وقتلها المباشر، إذ إن مستوى التهديد يعد المرحلة الرابعة في التنظيم الدولي للكائنات الفطرية، ويتبقى مستويان لينقرض تماماً من البرية السعودية، في حال استمرار عدم أمانها. يعرف الذئب كيف يقاتل ويراوغ بطريقة جيدة، استطاع من خلالها البقاء في السعودية طيلة القرون الماضية، ليتفاجأ بأن سرعته التي تصل إلى نحو 65 كيلو متراً في الساعة، وكفوفه الملغمة بمخالب حادة، متباهياً بها بين طرائده ومنافسيه، لا تقدر بجانب سرعة رصاصة تستقر في رأسه، أثناء ارتداد طرفه إليه بعد سماع دويها، فمعيشته في حالة متردية قد تسعد الكثير من ملاك المواشي الذين طالما كبدهم خسائر كبيرة، جراء هجماته المتكررة على قطعانهم، إذ لسان حاله يقول: «أكلتم طعامي فأكلت طعامكم»، فاللحاق خلف أرنب متهالك، أو وبر صغير لا يسمن ولا يغني من جوع، يقلل من إعداد فرائسه ويزيد من جوعه. مخاطر عدة تواجه الذئب العربي، ومخاوف من أن يلحق وضعه في السعودية بالنمر العربي الذي قدر الباحثون عدده في الجزيرة العربية بنحو 200 نمر، وبحسب المدير العام للمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في محافظة الطائف الدكتور أحمد البوق الذي قال لـ «الحياة» إن الذئاب في السعودية خضعت لتقويم احتاج لمدة زمنية طويلة، بسبب المسوحات والدراسات التي أجريت، ويتم تحديدها وفقاً للأنظمة الدولية، نتيجتها دخول الذئاب في السعودية في تصنيف التهديد. التنظيم الدولي بالنسبة لتصنيف الكائنات الفطرية مقسم إلى سبعة مستويات، إذ يوضح البوق أن مستوياتها هي مستوى لا يعاني تهديداً، مستوى أقل تهديداً، مستوى يواجه تهديداً، مستوى مهدد وهو ما يعيشه الذئب العربي في السعودية، مستوى مهدد بشكل حرج، منقرض من البرية، منقرض تماماً، مؤكداً أن الذئاب تواجه مخاطر كبيرة وهجمة شرسة. تحولت الذئاب في السعودية إلى طريدة تصاد بشكل جائر، وقتل فرائسها الطبيعية، وقتلها المباشر، وتدمير بيئاتها الطبيعية، هي الأسباب الرئيسة التي عزا إليها البوق دخول الذئب العربي في مستوى التهديد، معولاً على الدور التوعوي الذي تنفذه الهيئة السعودية للحياة الفطرية، والجهات المعنية الأخرى في الحفاظ على بقاء صدح عوي الذئاب ليلاً، والحفاظ على حياتها.