الخبير البيئي الغامدي : تلوث بحر جدة تجاوز كل الخطوط الحمراء

  • 1/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ظاهرة إلقاء بعض سكان أحياء جدة الجنوبية والشرقية مخلفات الصرف الصحي في البحر، عبر أنابيب يتم ربطها مباشرة بمجرى السيل الجنوبي، تزايدت وبشكل ملموس بشكل كما ضاعف معدلات التلوث استمرار بعض المصانع في إلقاء مخلفاتها في البحر بطرق مختلفة. صحيفة «المدينة» قامت بجولة على امتداد مجرى السيل الجنوبي حتى منطقة الخمرة جنوب جدة، ولاحظت اعتداءً مباشرًا على مجرى السيل، وهو ما يساهم في تكاثر الحشرات الضارة والطفيليات. عدد كبير من خبراء البيئة والصحة العامة اتفقوا على أن شواطئ جدة الصدارة في قائمة ترتيب الشواطئ الملوثة حول العالم، ويرى الخبير البيئي محمد علي الغامدي، أن معدلات التلوث في بحر جدة تعدت الخطوط الحمراء العالمية، واصفًا الأمر بالكارثة البيئية المتوقعة على شاطئ مدينة جدة، إذا لم يتم إيجاد حلول له، منوهًا بأن رمي مياه الصرف الصحي غير المعالجة والمعالجة وغيرها من المخلفات البشرية والصناعية تسبب كارثة بيئية لا تحمد عقباها. وقال الغامدى : إن من أسباب تلوث البحر الحركة النشطة لناقلات البترول والسفن التجارية بين الشرق والغرب، باعتبار البحر الأحمر أقصر وأسرع الطرق البحرية بينهما، والتلوث الناتج عن صرف المخلفات البشرية والحيوانية ومخلفات الزراعة من أسمدة ومبيدات حشرية ومخلفات من المصانع المنشأة على شواطئ البحر الأحمر مثل مصانع الدباغة والفوسفات والحديد والصلب والمنشآت البتروكيميائية. لافتا( الغامدى) أيضًا إلى التلوث الناتج عن عمليات تطهير الموانئ وصيانة وطلاء السفن، بالإضافة إلى التلوث بسبب مشروعات تحلية مياه البحر وعمليات البحث والتنقيب عن البترول أو المعادن. مشيرا إلى أن بيئة (البحر الأحمر) تعتبر منطقة شديدة الحساسية، حيث تتعرض لظروف قاسية مثل ارتفاع درجة حرارة المياه، وتركيز الأملاح، ونقص العناصر المغذية نتيجة لعدم وجود أنهار تصب فيه، بالإضافة إلى قلة الأمطار التي تسقط عليه أوحوله مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى مزيد من الحماية ومكافحة التلوث ليس فقط من دولة واحدة، بل من جميع الدول العربية المطلة عليه. واستكمل الغامدى:أن مكافحة التلوث في هذا البحر تجعله يتمتع بكل مقومات الحياة والمحافظة عليه كبحيرة حيوية تحقق مبدأ التنمية المستدامة لجميع الأجيال. ومن ناحيته أشار الخبير البيئي، (عوض سليمان كردي)، إلى أن التلوث الصناعي موجود في بحر جدة، والملوثات الكيماوية كالمخلفات السائلة من المدينة الصناعية وتحتوي على مركبات كيماوية سامة وخاصة مركبات الزئبق والكادميوم، التي تستخدم في تصنيع الذهب، ومواد كيماوية ألقيت من سفن عابرة أو من مصادر مجهولة وغير محددة وتتسبب حركة التيارات وسرعتها في عدم رصد المصدر. وبين أن هذه المخلفات تبقى في أجسام الأحياء البحرية وتتأثر منها سلبًا ويقوم الإنسان باصطيادها وأكلها وهي تحتوي على هذه المركبات الكميائية السامة، التي لا تخرج من الجسم نهائيًا، وتسبب أمراضًا سرطانية، لا تحمد عقباها.

مشاركة :