عشرات القتلى والجرحى جراء تفجيرين انتحاريين بمقهى في طرابلس

  • 1/11/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فجر انتحاري نفسه في مقهى شعبي بحي جبل محسن ذي الأغلبية العلوية في مدينة طرابلس اللبنانية، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وسقوط عشرات الجرحى من أبناء المنطقة، في عودة لمسلسل التفجيرات التي ضربت لبنان مطلع عام 2014. وتبنت {جبهة النصرة» في بيان على «تويتر» التفجير الانتحاري المزدوج مساء أمس. وكان انتحاريان قد فجّرا نفسيهما وسط تجمع في أحد المقاهي الشعبية في محلة جبل محسن، التي شهدت خلال الأعوام السابقة قتالا عنيفا بين جماعات سنية وأخرى علوية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأتى هذا التفجير بعد ساعات على صدور مذكرة توقيف بحق مسؤول الحزب العربي الاشتراكي الذي يمثل العلويين، علي عيد، للاشتباه بضلوعه في تفجير استهدف مسجدين سنيين عام 2013. وتردد أن المدعو سمير آغا الذي يشتبه بضلوعه في تدبير تفجير المسجدين قتل خلال التفجير. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن التفجير ناتج عن هجوم مزدوج نفذه انتحاريان هما طه سمير كيال وبلال محمد إبراهيم من منطقة المنكوبين ،أحد أحياء طرابلس. وقالت الوكالة الوطنية إن انتحاريا فجّر نفسه في مقهى عمران في جبل محسن، وعندما تجمع الناس في المكان أقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه أيضا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن وقوع 9 قتلى و36 جريحا معظمهم نقلوا إلى مستشفى السيدة في زغرتا، جراء انفجار المقهى بجبل محسن، بينما أعلنت قيادة الجيش عن «استهداف أحد المقاهي في منطقة جبل محسن بتفجير انتحاري أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين». وقال البيان إن قوة من الجيش توجهت إلى المكان وعملت على عزل المنطقة المستهدفة، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين الذين باشروا الكشف على موقع الانفجار لتحديد حجمه وملابساته، بينما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لكشف هوية الفاعلين». وروى زهير الشيخ الذي أصيب بجروح طفيفة نتيجة الانفجار نقل على إثرها إلى مستشفى زغرتا في الشمال، - حسب وكالة الصحافة الفرنسية - إنه كان «موجودا في المقهى مع آخرين، عندما سمعنا انفجارا أول. ثم وقع انفجار كبير لم نعرف ما هو». وفرض الجيش اللبناني طوقا في مكان الحادث ومنع الصحافيين من الاقتراب منه. وتزامن التفجير مع شائعات عن وجود سيارة مفخخة في شارع سوريا ذي الغالبية السنية، ما أدى إلى توتر شديد في المنطقة التي شهدت اقتتالا دمويا لأكثر من سنتين، ما حدا بالسلطات اللبنانية إلى فرض حظر للتجول في المنطقة. ومن جانبه أدان الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان في بيان له «الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة مدنيين لبنانيين»، وقال إن «الإرهاب مهما حاول لن ينجح في جر طرابلس وأبناء طرابلس إلى الفتنة التي لا تخدم أي لبناني بقدر ما تخدم أعداء لبنان، في هذه اللحظات المفصلية التي تعيشها البلاد، وفي ظل «الحوار المطلوب، علهيؤدي إلى تخفيف الاحتقان المذهبي من جهة، وانتخاب الرئيس من جهة أخرى». وشدد سليمان على «ضرورة وحدة الصف لمواجهة الإرهاب بالتكاتف والتضامن ونشر الوعي والعمل ليل نهار على تعزيز القواسم المشتركة بين جميع الأطراف، وهي كثيرة، لقطع رأس التنين الآتي على صهوة الأحزمة الداعشية الناسفة، ولطرابلس الدور الكبير في دحر الفتنة، وهي حتما كانت ولا تزال أقوى من التجارب الدموية الأليمة». وبين مايو (أيار) 2007 ومارس (آذار) 2014 وقعت 20 جولة قتال بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن في طرابلس، أوقعت مئات القتلى والجرحى. وشهد الصراع بين المنطقتين تصعيدا على خلفية النزاع السوري وتأييد الغالبية السنية في لبنان للمعارضة السورية مقابل انحياز الأقلية العلوية التي توجد خصوصا في جبل محسن إلى النظام السوري. ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) ينتشر الجيش بكثافة في المدينة وقام بمئات التوقيفات ومنع كل ظهور مسلح، ما أثار ارتياحا في المدينة.

مشاركة :