في الماضي لم تكن الزيارات العائلية وطلعات الاستراحات والبر والمتنزهات تتم إلا بوجود الزوج أو اﻷبناء الذكور. وسابقا كانت الحفلات والمناسبات لها طعم مختلف وتتصف بالبساطة والجمال وتتم في الغالب باجتماع الرجال والنساء في البيت من العصر أو المغرب، حيث يجلسون منفصلين، الرجال في المجلس، والنساء في غرفة الجلوس والصالة، والكل يأتي بأطفاله يلعبون مع بعض وتجمعهم الذكريات، ولا يتحرجون أبدا من اجتماع أطفالهم وإزعاجهم، فهم سبب من أسباب الاجتماع، في النهاية يتناوبون على سفرة الطعام الرجال أولا ثم النساء يرتب ما تبقى ويزاد عليه، ويتساعدون على حمل الصحون وتنظيف المطبخ عند الانتهاء من الأكل، والكل مستمتع بهذا التجمع الذي تلتقي فيه العوائل، فالهدف كما يقال بالعامية: «التجمع وطبة المكان»، وهو اجتماع عائلي هادف حينما تجتمع اﻷسره ولا يتفرقون،، على اﻷقل يكبرون أطفال اﻷقارب أمام أعينهم، ويعرفون أن هذا الابن لمن وهذه الابنة لمن، وحتى ولادة مولود جديد، يعتبر حدثا مفرحا وسببا من أسباب توافد الزوار على مدى أربعين يوما. ومع مرور السنين تراجع وقت تجمع الأسرة فأصبحت الاجتماعات تلقائيا تتم بعد صلاة العشاء، بل يوجد من لا يحضر إلا قبل الدخول على غرفة الطعام بدقائق، فلا يستمتع باللمة العائلية بشكل كبير. ومع زيادة اﻷفراد وزيادة العوائل في الاجتماعات وامتلاء البيوت بالخادمات وظهور أشكال جديدة من الحلويات وتقديمات القهوة والشاي والتكلف بأنواع اﻷكل الغريبة، أصبحت البيوت تضيق بهم والنفوس أيضا، فاضطروا إلى الاستراحات يضعون عزائمهم فيها، طبعا كل واحد يتكفل بعزيمته، ماعدا أغراض القهوة والشاي وتوابعها فيساهم الضيوف بها. ثم أصبح الناس يحاسبون على الريال الذي يخرج منهم، نتيجة غلاء اﻷسعار، فالقيام بعزيمة كاملة مكلف والناس تريد أن ترى بعضها، لكن من دون تعب مادي وجسدي، وكل منهم لا يريد أن يتحمل التجمعات في بيته وتتعب النساء نتيجة التدقيق في المظاهر والشكليات، فاخترعوا نظام القطيات، يجتمعون في الاستراحات باستئجار قسمين، فالاستراحات مهيأة للأسر السعودية، فتوزع قيمة الاستراحة والعشاء بين الرجال، يعني الكل معزوم بفلوسه وما أحد بوجهه نجاح أو فشل الاجتماع أو ترتيبه والكل يخدم نفسه. وفي الخمس سنوات اﻷخيرة قفلت البيوت وأصبحت الاستراحات والمتنزهات مجالس الاستقبال الرسمية لغالبية العوائل، ثم انسحب الرجال بهدوء واقتصر الاجتماع. رابط الخبر بصحيفة الوئام: ممنوع دخول الرجال