رئيسة الوزراء البريطانية التي تواجه ضغوطا حتى من داخل حزبها وتفككا يهدد حكومتها، تتعهد بتنفيذ اتفاقها لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مدافعة عن خطتها للانفصال وأنها تعتقد أن المسار الذي حددته للانسحاب على الطريق الصحيح.لندن - تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الخميس بأن تنقذ اتفاقها لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي قالت إنه يصب في مصلحة الجميع. وقالت ماي "هل سأناضل لتحقيق ذلك؟ نعم... سأقوم بعملي بالحصول على أفضل صفقة لبريطانيا وسأقوم بعملي بإبرام صفقة تصب في المصلحة الوطنية". وأضافت "أعتقد من كل قلبي أن المسار الذي حددته هو المسار الصحيح لبلادنا وشعبنا". ودافعت ماي الخميس عن مسودة اتفاق بريكست الذي توصلت إليه بريطانيا والاتحاد الأوروبي رغم الانتقادات من العديد من أعضاء حزبها المحافظ. وقالت في مؤتمر صحافي في مقر الحكومة "اعتقد تماما أن المسار الذي بدأته هو الأفضل لبلادي". لكن دومينيك راب وزير شؤون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المستقيل احتجاجا على مسودة اتفاق توصلت إليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع التكتل الأوروبي إن المسودة بها "عيوب قاتلة". واستقال راب اليوم الخميس بعد أن وافق كبار الوزراء على مسودة الاتفاق التي قال بريطانيون إنها تنتقص من سيادة بريطانيا لأنها تسمح باستمرار فتح الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني. ودفعت استقالة راب بريطانيا إلى أزمة سياسية كما أثارت الاضطراب في صفوف الحكومة. واستقال راب بعد يومين اثنين من توصل ماي إلى مسودة الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وكان قد قال إن خطة رئيسة الوزراء تهدد وحدة المملكة المتحدة وسلامة أراضيها وإنه لا يمكنه تأييد وضع خاص للحدود الأيرلندية غير محدد المدة. وقال راب إنه ظل "يقاتل من أجل اتفاق خروج جيد"، لكن مسودة الاتفاق التي توصلت إليها ماي مع التكتل الأوروبي بها "عيوب قاتلة". وحذر معارضون من أن الأزمة الحالية يمكن أن تطيح بحكومة ماي خلال الأسابيع المقبلة. وبعد الأزمة الحالية الناتجة عن استقالة راب وهو من الوزراء الأساسيين في الحكومة أحاط الغموض بمستقبل عملية الخروج كلها، فبينما يمكن أن يكون هناك خروج هادئ يمكن أن يرفض البرلمان البريطاني مسودة الاتفاق فلا يكون هناك ثمة اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على الخروج. واستقالت أيضا وزيرة العمل والمعاشات واستقال وزيرا دولة آخران بجانب وزير الدولة لشؤون ايرلندا الشمالية في الحكومة شايليش فارا الذي كان قد أيّد البقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أُجري على خروج البلاد من التكتل. واستعاد المؤيدون لتنظيم استفتاء ثان حول بريكست الأمل الخميس بعد أن هددت تيريزا ماي بأنه سيتم التخلي عن فكرة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في حال رفض مشروع الاتفاق المبرم مع هذا التكتل. ورغم تأكيد ماي أن بريطانيا ستخرج من الإتحاد في 29 مارس/آذار 2019 كما هو مقرر، لمحت إلى أن ذلك لن يحصل إذا رفض البرلمان النص الذي سيدرس في ديسمبر/كانون الأول. وقالت ماي أمام النواب ""يمكننا اختيار الخروج من دون اتفاق ومواجهة التخلي عن بريكست، أو يمكننا اختيار التكاتف ودعم أفضل اتفاق يمكن التفاوض حوله" فيما علت هتافات التأييد عندما ذكرت احتمال التخلي عن بريكست. والرفض قد يعني ضرورة تنظيم استفتاء ثان قد يقلب نتائج الاستفتاء الأول في يونيو/حزيران 2016، رأسا على عقب وصوت خلاله 52 بالمئة من البريطانيين لصالح بريكست. وأعلنت ماي أنها تعارض تنظيم استفتاء ثان، لكن استقالة عدد من وزرائها ونية بعض نواب حزبها المحافظ التصويت لحجب الثقة عن حكومتها ساهما في إضعاف موقعها ما فتح الباب لكل الاحتمالات في نظر معارضي بريكست. وقال زعيم الحزب الليبرالي-الديمقراطي فينس كايبل "استفتاء حول الاتفاق النهائي بشأن بريكست يختار خلاله البريطانيون البقاء داخل الإتحاد هو السبيل الوحيد للخروج من هذه المرحلة غير المستقرة". وقال الستر كامبل المتحدث السابق باسم الحكومة العمالية المعارض لبريكست "بدأت تيريزا ماي تفهم رسالة" مؤيدي تنظيم استفتاء ثان. وإن أعرب معظم البريطانيين في يونيو/حزيران 2016 عن تأييدهم للخروج من الإتحاد الأوروبي، ساهمت المفاوضات الصعبة التي دامت عامين في زيادة شعبية المؤيدين لتنظيم استفتاء ثان بينهم شخصيات وناشطون مناهضون لبريكست وسياسيون. وقال لاعب كرة القدم السابق غاري لينيكر خلال تجمع مؤيد لاستفتاء ثان الثلاثاء في لندن "في حينها لم نكن نعلم فعلا عواقب الخروج من الإتحاد الأوروبي"، مضيفا "من النادر جدا في الحياة أن يتسنى للمرء أخذ مسافة". وأعلن وزير الدولة السابق لشؤون النقل جو جونسون الذي شارك في التجمع "ما تعلمناه في العامين الماضيين هو أنه لن نحصل على بريكست يتماشى بأي شكل من الأشكال مع الوعود التي قطعت". وفضل الحزب العمالي، الحزب المعارض الرئيسي، الإبقاء على كل الخيارات حتى وإن أيد عدد من النواب العماليين تنظيم استفتاء جديد. وأظهرت استطلاعات للرأي أن غالبية البريطانيين يؤيدون تنظيم استفتاء ثان وبقاء بريطانيا داخل الإتحاد، فيما يبدو أن المحللين السياسيين أكثر حذرا. وقال هنري نيومان مدير مركز "اوبن يوروب" "لا أرى أي رئيس وزراء محافظ يقبل بذلك". وأعلن ستيفن بيرز الأستاذ في الحقوق في جامعة ايسيكس أنه من الصعب تنظيم استفتاء سريعا والحصول على الدعم السياسي الكافي. وتابع "استفتاء ثان غير ممكن إلا إذا دعمه الحزب العمالي وحتى في هذه الحالة لن يحصل على أصوات كافية في مجلس العموم".
مشاركة :