لنتخيل ابتكار جوجل الأول متحقق وهو مصعد الفضاء، البديل الطموح لمركبة الفضاء والذي يتسم بانخفاض تكلفته في الصعود للفضاء من 20 ألف دولار لكل كيلو إلى أقل من ألف دولار، ويتكامل ذلك الابتكار مع ابتكارات الشركة واستثماراتها في مجال الطاقة البديلة والتي تسعى من خلالها لأن تكون لاعبا رئيسا في أسواق الطاقة مستقبلا ومن أبرز تلك المشاريع مشروع توليد الكهرباء عبر الرياح موزعة في المحيط الأطلسي على امتداد الساحل الشرقي للولايات المتحدة بطول 400 كيلو، وتكامل الابتكارين السابقين مع رؤية ناسا التي أعلنت عنها نهاية العام الماضي وهي إرسال رواد فضاء إلى المريخ والكويكبات المجاورة بحلول العام 2021 فما الذي سيتحقق للبشرية؟ هل ستكون الحياة خارج الكرة الأرضية متاحة على نطاق واسع؟ وهل سيتشكل اقتصاد مرتبط بالنشاط في الفضاء؟ وهل ستنخفض نفقات توفير الطاقة من الفضاء مباشرة من أشعة الشمس؟ وهل مشاريع ريتشارد برانسون حول سياحة الفضاء والتي تتسم اليوم بارتفاع تكلفتها ستكون واردة ومنخفضة التكلفة؟ مع نجاح تلك المشاريع التي تقودها جوجل إكس ذراع التطوير التقني للشركة مع مشاريع بوستن داينمك التي استحوذت عليها شركة جوجل والتي تعمل على تطوير نسخ مختلفة من الروبوت (الرجل الآلي) ومنها الجندي الآلي لصالح وزارة الدفاع الأمريكية بهدف تخفيض العنصر البشري في قواتها والنفقات والخسائر البشرية، مع إنتاج الشركة لأنواع مختلفة من الروبوت للخدمة المنزلية، وكذلك القائد الآلي للمركبات وهي الخدمة التي أعلنت عنها الشركة العام الماضي وحققت أصداء واسعة الأسبوع الماضي بين أهم مصنعي السيارات في العالم عندما أعلنوا في معرض الالكترونيات الاستهلاكية بالولايات المتحدة بأنهم سينتجون سيارات بقائد آلي وستكون متاحة في الأسواق خلال السنوات الخمس القادمة. الإبداعات والبحوث والابتكارات السابقة تسير جنباً إلى جنب مع إعلان جوجل نجاح تجربتها للطائرة بدون طيار لتوصيل الطلبات داخل المدن وهي الخدمة التي أعلن عنها مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس العام الماضي وشكك بعض منافسي الشركة في نجاح الفكرة ومع إعلان جوجل نتائج اختباراتها في أستراليا يدخل العالم مرحلة جديدة في الخدمات التقنية والآلية لخدمة مستقبل البشرية. جوجل لم تعد شركة للإبداع التقني وليست كذلك مؤسسة بحثية (Think Tank) بل هي شركة لتنفيذ الأفكار (Do Think) والخلاصة التي يمكن أن نستنتجها من نجاحات جوجل المختلفة وتكاملها ليست فقط بأن النجاح يحدث داخلياً في بيئة أي منظمة أو شركة فحسب، كما أنها ليست في تحقيق تطلعات الموظفين معنوياً ومادياً فكل ذلك من بدهيات الإنتاجية فضلا عن النجاح ولكن المهم الآن هو التساؤل: هل انتهى عصر التطوير المستمر ودخل العالم عصر التغيير المستمر؟ وما هي أدوات المستقبل والمنافسة فيه عملياً التي نحتاجها؟
مشاركة :