لم يكن "الأخضر" موفقاً بقدر يجنبه الخسارة في مواجهته الافتتاحية أمام الصين، إذ كانت ركلة الجزاء التي تحصل عليها المهاجم نايف هزازي كفيلة بوضع الفريق في المقدمة وتغيير قواعد اللعبة أثناء اللقاء، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي الجماهير السعودية العاشقة لمنتخبها الذي خسر، وبدأ رحلة البحث عن البطاقة المؤهلة للمراحل الإقصائية من الطريق الصعب. لم يقدم المنتخب السعودي المستوى الذي يليق بتاريخ مشاركاته الآسيوية على الأقل بين العامين 1984 و2000، لكنه قياساً بالظروف الصعبة التي أحاطت به كان جيداً، وكان بإمكانه الخروج بأقل الضررين والحصول على نقطة تجعل موقفه أكثر إيجابية في المجموعة، لكن ما يمكن اعتباره إيجابياً بعد اللقاء أن "الأخضر" أظهر بوادر تشير لقدرته على تجاوز مجموعته وإن بدت مهمته صعبة. صحيح أن ثمة أخطاء وقع بها الروماني كوزمين أولاريو أثناء سير المواجهة، وهي أخطاء لا تتعلق بخياراته عند بداية اللقاء بقدر عدم التمكن من المسارعة في إحداث صدمة إيجابية في صفوف الفريق من خلال إجراء تبديلات بشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إذ كان بالإمكان الزج بالمهاجم محمد السهلاوي ليكون بجانب هزازي والدفع بورقة لاعب الوسط يحيى الشهري لتنشيط الخطوط الأمامية بالإضافة لتقوية الجانب الأيمن بوجود حسن معاذ، لكن هذه التدخلات تأخرت وانتهى كل شيء ليمنى المنتخب بخسارة وقعها النفسي سيكون أكبر من تأثيرها على الجانب النقطي. أمام كوزمين فرصة للتعديل وتصحيح الأوضاع بشكل عاجل قبل موقعة كوريا الشمالية، فالكرة لاتزال في الملعب، و"الأخضر" مؤهل من الناحية العناصرية لتجاوز مطب الخسارة من الصين، والمطلوب فقط هو محاولة احتواء الخسارة وإخراج اللاعبين من آثار الخسارة وظروف الخسارة، ودخول اللقاء بطريقة هجومية نسبياً، فالفريق الكوري الشمالي لايبدو فريقاً قوياً وفقاً للمعطيات التي برزت في مواجهته الافتتاحية أمام أوزبكستان، وبالتالي يمكن الحصول على نقاط المواجهة متى ما دخل اللاعبون اللقاء متناسين ماحدث أمام الصين، ومتى ما استطاع الجهازان الفني والإداري أخذ اللاعبين بعيداً عن ظروف ونتيجة لقاء الصين، بجانب ضرورة التعامل الإيجابي والتدخل السريع من قبل الروماني كوزمين الذي نعرف جيداً إمكاناته وقدراته تماماً كما يعرف طموحات السعوديين في بطولة كهذه.
مشاركة :