استثناء مركزية مكة من قرار «التاسعة» يحمي تجارها من شبح الخسائر

  • 1/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رحب مواطنون وتجار تجزئة في العاصمة المقدسة باستثناء مكة المكرمة والمدينة المنورة من قرار وزارة العمل الخاص بإغلاق المحال التجارية في التاسعة مساء وأجمعوا أن لهاتين المدينتين مميزات تختلف عن باقي المدن في الحركة التجارية حيث إن لهما ارتباطا مباشرا في خدمة المعتمرين والحجاج والزوار، إذ تتوافد إلى العاصمة المقدسة عشرات الحافلات التي تقل الحجاج والمعتمرين. وبحسب مختصين في أسواق المنطقة المركزية بوسط مكة المكرمة فإن الاستثناء جاء ليعزز حركة البيع ويعد تفهما كبيرا من المسؤولين وصناع القرار حول حركة الأسواق على مدار العام وعلى مدى اليوم الكامل حيث يفد للديار المقدسة عشرات الآلاف وعرف عن هذه الأسواق أنها تشرع أبوابها على مدار الساعة في جميع أيام السنة. على مدار اليوم «عكاظ» تجولت داخل الأسواق المركزية والتقت بعدد من أصحاب المحلات وبعض المتسوقين ورصدت ذلك الارتياح بالقلم والصورة، يقول صلاح الدين كعكي (يدير محل بيع عملات أجنبية) إن لمكة المكرمة قدسية عظيمة في قلوب المسلمين وهي مهوى لأفئدة مليار مسلم حول العالم وهذه المدينة لا تعرف النوم ولا التثاؤب على الإطلاق حيث تدب الحركة حول جنبات البيت العتيق بشكل متواصل خاصة في الأسواق الشعبية، وهي مرتبطة بشكل وثيق مع تواجد الحجاج. وأشار كعكي إلى أن وصول المعتمرين والزوار للمنطقة المركزية ليس له زمن محدد أو مرتبط بأوقات معلومة، فحركة النقل العام في تواصل مستمر ولا تعرف الهدوء مستشهدا بذلك بالمطارات الدولية. كعكي أضاف أن طبيعة العمل التجاري جعل من المنطقة المركزية ذات حركة لا تهدأ سعيا في تلبية احتياجات الحاج والمعتمر والزائر من تلك الأسواق. وأبان أن من سمات تلك الأسواق العمل المستمر، حيث هناك محال تجارية يتناوب على العمل بها عشرات الباعة على مدار الساعة، ويرى الكعكي أن قرار إغلاق المحال التجارية عند الساعة التاسعة مساء لا يتماشى مع طبيعة أسواق المنطقة المركزية. وذكر الكعكي أن المطاعم وبوفيهات الوجبات الخفيفة ومكاتب حجوزات الطيران ومحال الملابس الجاهزة والخردوات والأحذية تعمل باستمرار منذ عقود مضت. اعتبارات أمنية مصلح الجميعي (صاحب محل ذهب ومجوهرات في المنطقة المركزية) يرى أن قرار وزارة العمل باستثناء المحال التجارية في مركزيتي مكة المكرمة والمدينة المنورة حكيم ومدروس حيث إن المنطقة تعتبر القلب النابض للمدينتين المقدستين. وأضاف أن لمحال الذهب والمجوهرات اعتبارات أمنية يؤخذ بها حيث إن كافة محال الذهب تغلق أبوابها عند الساعة الحادية عشرة من منتصف الليل لتبدأ عند الساعة التاسعة صباحا في يوم جديد، ويرى الجميعي أنه من الضروري استثناء محال التجزئة خاصة أن حجاج بيت الله الحرام والمعتمرون والزوار يتوافدون على الأسواق في أوقات مختلفة حيث يعمد الكثير منهم إلى التسوق والبحث عن احتياجاتهم الأساسية كالهدايا والأقمشة ومحال بيع أجهزة الهواتف النقالة وصوالين الحلاقة وغيرها. الهروب إلى المولات الجميعي أفاد أن قرار الاستثناء سيجنب الكثير من التجار شبح الخسارة خاصة في ظل ارتفاع أسعار إيجارات المحال التجارية في المنطقة المركزية، حيث تصل تكلفة المتر الواحد لأكثر من 6000 ريال سنويا وتتفاوت الأسعار بحسب قربها وبعدها من المسجد الحرام. وذكر أن هناك محال تجارية تصل كلفة إيجارها إلى مليون ريال في السنة فإذا شمل القرار المنطقة المركزية سيكون التاجر هو الخاسر الأكبر. محمد الحربي (صاحب محل خردوات) قال: قرار استثناء أسواق المركزية من قرار الإقفال عند الساعة التاسعة مساء طمأن جميع التجار لأن ارتفاع قيمة إيجارات المحال التجارية وبأسعار مبالغ فيها جعل الكثير يتخوفون من تطبيق القرار وشموله المنطقة المركزية الأكثر قيمة في العالم. وأبان الحربي أن بقاء ساعات العمل كما هو الحال في تلك المحال يجنبنا الكثير من الخسائر خاصة مع تزامن افتتاح المولات الكبيرة المنتشرة في العاصمة المقدسة وزحف حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار نحوها إذ يخلق ذلك الركود للأسواق الشعبية في مركزية العاصمة المقدسة. طلاب الجامعات أضاف الحربي أن امتداد ساعات العمل المفتوحة يساعد المستثمر السعودي على الاستمرار ويخلق آفاقا واسعة في توظيف الشباب في مجال بيع التجزئة والهدايا كما يفتح أبواب العمل للشباب السعوديين من فئة طلاب الجامعات والكليات. وختم الحربي حديثه أن قرار الاستثناء جاء لينقذ الكثير من تجار التجزئة من شبح الخسائر.

مشاركة :