كشف سعيد سحنون الرئيس التنفيذي لشركة المحروقات “سوناطراك” المملوكة للحكومة الجزائرية عن تحقيق الشركة إيرادات بقيمة 59.5 مليار دولار من مبيعات النفط والغاز في عام 2014، بواقع انخفاض 5.2 في المائة من 63 مليار دولار حققتها في العام السابق. وبحسب “رويترز”، فقد أوضح سحنون، في تصريحات للإذاعة الجزائرية أمس، أنه لا يمكنه تقديم توقعات بشأن إيرادات العام الجاري في ظل عدم استقرار أسعار النفط، مؤكدا أن الشركة ستحتفظ بمخططها الاستثماري نفسه، رغم تهاوي أسعار النفط. ولفت سحنون إلى استثمار 18 مليار دولار في عام 2015، و90 مليار دولار في عام 2019، منوها إلى أن شركة سوناطراك ستبدأ بحفر أول بئر للتنقيب عن النفط في الربع الأخير من العام الجاري. وكان محافظ البنك المركزي الجزائري محمد لكصاسي، قد ذكر في وقت سابق أن احتياطات بلاده من النقد الأجنبي تراجعت ثمانية مليارات دولار في الربع الثالث من 2014 في ظل مشكلة تراجع إيرادات الطاقة. غير أن لكصاسي ردد ما قاله مسؤولون في السابق من أن الجزائر تملك ما يكفي من الموارد المالية للتكيف مع هبوط أسعار النفط الذي تعتمد عليه اعتمادا كبيرا في تمويل مشاريع التنمية الاقتصادية والبرامج الاجتماعية. وأشار المحافظ إلى أن الاحتياطات انخفضت إلى 185.273 مليار دولار في نهاية أيلول (سبتمبر) 2014 من 193.273 مليار دولار في نهاية النصف الأول من العام نفسه، معتبراً أن هذا المستوى “ملائما” ويسمح للجزائر بمواجهة الصدمات الخارجية مع وصول الدين الخارجي للبلاد حاليا إلى 3.666 مليار دولار وهو أدنى مستوياته في سنوات. وتوقع مختصون جزائريون لجوء حكومة بلادهم إلى سياسة التقشف بإعادة ترشيد النفقات، والسبب استمرار تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، واعتماد الجزائر بشكل كبير في تمويل موازنتها السنوية على العائدات النفطية. ويشكل تراجع أسعار النفط مصدر تخوف للحكومة الجزائرية التي تعتمد بنسبة 95 في المائة في تمويل خططها الاقتصادية ومختلف المشاريع الاجتماعية، على العائدات البترولية التي جنبت البلاد أزمات اجتماعية.
مشاركة :