عثر غواصون إندونيسيون أمس على الصندوق الأسود لطائرة «طيران آسيا» التي سقطت فوق بحر جاوا قبل أسبوع وعلى متنها 162 شخصا، كما أعلنت وزارة النقل. وصرح توني بوديونو المسؤول البارز في الوزارة بأن الغواصين عثروا على عنصر مهم جدا وهو الصندوق الأسود لرحلة «طيران آسيا» رقم «كيو زد 8501». لكنهم لم ينجحوا في إخراجه لأنه عالق تحت حطام للطائرة. ويقبع صندوقا البيانات الخاصان بالطائرة على عمق 30 - 32 مترا، بحسب بوديونو. وأضاف أن الغواصين سيحاولون اليوم تحريك حطام الطائرة للوصول إلى الصندوق الأسود. وتابع «ولكن إذا فشلت تلك الجهود، فسيقوم الفريق برفع جزء من جسم الطائرة الرئيسي باستخدام نفس الطرق التي استخدمت في رفع ذيل الطائرة». وقال رضوان جمال الدين، من وكالة تقنين وتطبيق التكنولوجيا التي تشارك سفينتها في أعمال البحث، إن: «3 سفن مجهزة بعدادات لرصد الذبذبات رصدت ذبذبات من نفس الموقع». وأشار جمال الدين إلى أن الذبذبات صادرة من موقع يبعد نحو كيلومتر واحد إلى 4 كيلومترات عن موقع ذيل الطائرة، الذي تم انتشاله يوم السبت الماضي. وأضاف «نحن واثقون أنها صادرة من الصندوق الأسود»، مشيرا إلى مسجل صوت قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة. وكانت وكالة الأحوال الجوية الإندونيسية قالت إن «الطقس العاصف هو على الأرجح المتسبب في سقوط الطائرة من طراز (إيرباص إيه 320 – 200) أثناء توجهها من مدينة سورابايا إلى سنغافورة في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي». إلا أنه من غير الممكن معرفة السبب تحديدا دون الحصول على الصندوق الأسود الذي يحتوي على آخر كلمات الطيارين إضافة إلى مختلف بيانات الرحلة. ويعتقد مسؤولون أن الكثير من الضحايا ما زالوا محاصرين في جسم الطائرة، الذي لم يعثر عليه حتى الآن. وكانت فرق البحث والإنقاذ قد انتشلت ذيل الطائرة من بحر جاوا أمس السبت، إلا أنها لم تعثر على الصندوقين الأسودين. وتساعد بيانات مسجلات الرحلة المحققين على تحديد سلسلة الأحداث التي أدت إلى وقوع الحادث، والسبب الأساسي لذلك. وقال مسؤولون إن «المسجلات، والتي توضع عادة في ذيل طائرة الركاب، ربما انفصلت عن الطائرة جراء تحطمها». ويسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على الصندوقين الأسودين حيث إن بطاريات الصندوقين مصممة لإرسال إشارات حتى 30 يوما. وفقدت طائرة «إير آسيا» الاتصال بموظفي المراقبة الجوية في ظل ظروف طقس سيئة يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) قبل أن تصل إلى منتصف رحلتها من إندونيسيا إلى سنغافورة. ولا يوجد ناجون في الحادث. وكانت الرياح القوية والتيارات والأمواج العالية عرقلت جهود الوصول إلى قطع حطام أكبر رصدتها أجهزة كشف بالموجات فوق الصوتية في قاع البحر وكذلك البحث عن باقي الضحايا. وقال المحققون إنه «عندما يعثر على الصندوقين الأسودين وينقلان إلى العاصمة جاكرتا لتحليلهما فإن الأمر قد يستغرق نحو أسبوعين لتحميل بياناتهما لكن من الممكن الاطلاع على المعلومات بعد يومين فقط إذا لم تكن الأجهزة تضررت بشدة ». ولم يعرف بعد سبب تحطم الطائرة لكن المكتب الوطني للطقس قال إن العواصف الموسمية ربما كان لها دور. وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الذي تولى الرئاسة بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن «الحادث كشف عن مشكلات كبيرة في إدارة النقل الجوي في البلاد».
مشاركة :