صدرت في قطاع غزة مطلع يناير/كانون الثاني 2015 أول صحيفة فنية متخصصة في فلسطين، في محاولة لإبراز الأعمال الفنية، وتسليط الضوء على المشكلات التي يواجهها الفنان الفلسطيني. وحملت الصحيفة -التي صدرت في ثماني صفحات- اسم الفنان، وتبنت شعار الفنان الفلسطيني.. الثورة الوطنية الأغلى التي نملك، وعلى صفحتها الأولى نشرت صورة تجميعية لعشرات الفنانين الفلسطينيين. ويقول رئيس مجلس إدارة الصحيفة سعيد البيطار إن مجموعة من الفنانين الفلسطينيين الملتزمة بقضايا شعبها تداعت لإصدار الصحيفة من أجل الاهتمام بالفنان الفلسطيني أينما وجد في العالم. تحسين الواقع ويشير البيطار في حديث للجزيرة نت إلى أن خطوة إنشاء الفنان جاءت بعد عدم تبني أي من الحكومات الفلسطينية أو الفصائل إنتاج الفنانين، وتقصيرهم في الاطلاع على أوضاع المبدعين وواقعهم الصعب. وتتناول الصحيفة مواضيع أساسية هي المسرح الوطني والموسيقى والغناء والفن التشكيلي والفنون الشعبية والفلكلور والسينما والتلفزيون والتصوير، وتبرز في كل عدد من أعدادها سيرة فنان فلسطيني راحل. وتهدف الصحيفة بالدرجة الأولى -وفق البيطار- لعرض إبداعات الفنانين الفلسطينيين ومساعدة الجمهور في تذوق الفن، وصون حقوق الفنانين والدفاع عن إنجازاتهم، وأشار إلى أنها تخطت حواجز الانقسام الداخلي وتعاملت مع الفنانين دون النظر لانتماءاتهم السياسية. ويضيف أن الفنان الفلسطيني هو الوحيد القادر على خلق حالة انسجام شعبي وإزاحة الفجوة بين السياسيين والشارع. ووزعت الصحيفة الوليدة في عددها الأول نحو 1500 نسخة، ويقول رئيس مجلس إدارتها إنه يسعى لإصدارها بشكل دوري كل شهر. ولم تتمكن الصحيفة -التي صدرت عن شركة المنطار للدراما والإنتاج الفني والتوزيع- من توفير تمويل ثابت لإصدارها حتى اليوم، لكن البيطار يقول إنه يسعى لضمان استمراريتها من خلال بيعها وطرق أبواب الشركات الكبرى ورجال الأعمال. ويأتي إطلاق الصحيفة في سياق معالجة نقص الثقافة والخبرة الفنية في فلسطين، وفق رئيس تحريرها صلاح طافش الذي أكد وجود عدد قياسي من المواهب الفلسطينية التي تحتاج إلى صقل. ويشير طافش في حديثه للجزيرة نت إلى أن المجال مفتوح للكتابة أمام جميع الكتّاب الفنيين، ولاسيما النخب، للاحتكاك مع جمهور الفن وإفادته بشكل كبير، إضافة إلى محاولة استكتاب عدد من الفنانين المحترفين. استحسان كبير ولاقت الصحيفة الجديدة ترحيبا واسعا في الوسط الفني في قطاع غزة، وفق ما تحدث به فنانون ومختصون في هذا المجال، ورأوا أنها محاولة جادة للارتقاء بالفن والفنانين الفلسطينيين. ويقول رئيس منتدى الفن الفلسطيني المخرج سعد أكريم إن تزامن إطلاق الصحيفة مع بداية عام 2015 يعطي أملا كبيرا بإنجازات فنية ملموسة خلال هذا العام. ويرى أكريم في حديث للجزيرة نت أن الصحيفة ستساهم في وصول الفن للجمهور، وستعمل على التعريف بالفنان الفلسطيني والترويج له في ظل غياب التنسيق بين الإعلام والفن، وانعدام الخطط الإستراتيجية المهتمة بالفن كقوة ناعمة مؤثرة لصالح القضية الفلسطينية. ويعبر المخرج الفلسطيني عن أمله في أن تستمر الصحيفة منبرا وحدويا مستقلا كما ظهر جليا في العدد الأول، وأن تساهم في تنشيط الثقافة الفنية المتخصصة، وأن تكون رافعة وطنية تجمع ما فرقته المنابر الإعلامية الحزبية. من جانبه، يتوقع الفنان التشكيلي الفلسطيني سمير ضاهر أن تحقق الصحيفة نجاحا باهرا في ظل غياب الصحافة الفنية المتخصصة في فلسطين، لا سيما بعد اتجاه العديد من الجامعات لفتح أقسام للفنون. ويقول في حديث للجزيرة نت إن الصحيفة ستشكل مرجعا أساسيا يسهّل على طلاب الفنون بالجامعات الفلسطينية الوصول إلى تاريخ الفن الفلسطيني بمواضيعه المختلفة. ويشير ضاهر إلى أن الصحيفة فتحت للفنانين الفلسطينيين بابا واسعا لإطلاع الجماهير على إنجازاتهم الفنية خاصة، والحالة الفنية الفلسطينية عامة.
مشاركة :