العميد عودة البلوي كماعرفتُه | فهد بن سعد الجهني

  • 1/13/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ما أعظمَ هذا النبي الهاشمي الكريم الذي ما مِنْ شرٍ إلا وحذّر أمته منه وأخبر عنه!ففي صحيح البخاري أن سيدنا علياً رضي الله عنه بعث إلى النبي صلى الله عليه و سلم بذُهبيةٍ فقسّمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال ( إنما أتألفُهم )! فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال :اتق الله يا محمد!! فقال: ( من يطع الله إذا عصيت ؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني )؟؟ فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال ( إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) ومن هذا الشقي خرجت الخوارج الذين عمّ بلاؤهم وطم الأمةَ منذ عهد الصحابةِ إلى يوم الناسِ هذا ! وسببُ غوايتهم هو (الجهلُ ) الجهل بقواعد الشرع ومقاصده ومنهج تفسير النصوص وتأويلها وتنزيلها . وبالأمس القريب أصاب الوطن والمجتمع شرٌ جديد من شرور هذه الفئة الباغية الخارجة ،وأعني حادث الحدود الشمالية الذي ذهب ضحيته ثلاثة من معصومي الدماء من المُوحّدين المُصلين، وكان منهم أخٌ عزيز ورجلٌ شهمٌ كريم هو العميد عودة بن معوض العرادي البلوي رحمه الله وجعل الجنةَ مثواه ومثوى رفاقه. عرفتُ البطلَ الشهيد ـ بإذن الله ـ عودة وهو قائدٌ لحرس الحدود في محافظة أملج ، عندما كنتُ ألقي بعض المحاضرات والكلمات باستضافةٍ كريمة من هذا الجهاز المهم، وشدّني إليه وحببني فيه صفاتٌ وأخلاقٌ منّ الله عليه بها ، وهذا فضلُ اللهِ يؤتيه من يشاء ! ومنها: تواضُعهُ وكرمُه وتقديره البالغ لطلبة العلم والدعاة . وصفةٌ أخرى عزيزةٌ وثمينة: حبُ الناس وثناؤهم عليه بالخير، وهي لعمري منقبةٌ وفضلٌ عظيم! وممّا عرفتُه عنه وسمعته من مُقربين له : (حبُه وحرصه على الإحسان والصدقة وقضاء الحوائج وكفالة الأيتام ) مع تغطية ذلك كلِّه بسياجٍ عظيم من الخفاء والسر ! . وفي يوم الاثنين كان الختام وفي العدوان عليه كانت الخاتمة! وأي خاتمةٍ أعظم وأحسن من أن يقُتل وهو يُدافع عن بلدهِ وأهلهِ ووطنهِ وقد أدّى صلاةَ الفجرِ وهو صائمٌ مُقبلٌ غيرَ مُدبِر ؟ ويكتمل المشهد ويستمر فضلُ الله عليه بأن يكون دفنُه والصلاة عليه في بيت الله الحرام في أطهر البقاع وأكرمها ! ويشهد الصلاة عليه مئات الآلاف من المسلمين والمئات من أحبابه وأصحابه وأقاربه والمسؤولين ورفقاء الدرب . هنيئاً لك أخي عودة هذا الفضلُ وهذا الختام ،لقد خرجت من دنيا فانيةٍ ومن نعيم زائلٍ إلى حياةٍ باقية ونعيم لايزول ( بحول الله ) ولأهله هذه البشارةِ النبوية« مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ) صحيح مسلم. إن هذا الفكر الخبيث بلغ مداه ووصل من الخطرِ مُنتهاه! فأي جُرمٍ أقبح وأعظم من الخوضِ في الدماءِ المعصومةِ وأن يستسهلَ المسلمُ التكفيرَ والتفجيرَ والقتل؟! والنبيُ الكريمُ يقولُ : ( لا يزال المؤمن في فُسْحَةٍ من دينهِ ما لم يُصِبْ دماً حراماً )!! ونسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يصرف عنّا وعن بلادنا والمسلمين شرّهم ومكرهم ، وأقول لرجال حرس الحدود : أنتم على ثغرٍ من ثغورِ العز والشرف، تحمون أهلكم ودياركم وتحملون المُعتقد الصحيح وتسيرون على الجادةِ والنهج القويم ،وفقكم الله وحماكم ووقاكم من كلّ سوء. وعزائي لأهل الفقيد وقبيلة بلي القُضاعية العزيزة والحبيبة ، ولقيادة هذا الوطن ـ وفقهم الله لكل خير ـ ومواطنيه . fhdg1423@hotmail.com

مشاركة :