استلقيت على ظهري، مُتخيلاً أن المرأة تقود بالفعل في شوارعنا، سرحت مع أصوات النساء: (اكسري يمين) يا أم محمد، (أرجعي وراء)، (بشويش.. الله يعافيس، أوب سذا) بمعنى ليس بهذه الطريقة!. إنها جارتنا (أم محمد) ومعها 5 من نساء الحارة، تحاول منذ 4 ساعات (إيقاف سيارتها)، وفي كل مرة لا يُعجبها الموقف، لأن السيارة (على شنق) أي مائلة للخارج، ليمضي الليل.. بين (أرجعي ولا ترجعين)!. صباح اليوم التالي، لفتت انتباهي زحمة في (شارعنا الفرعي) على غير العادة، بسبب أن (أم ناصر) جمعت النساء في (جمسها) لقهوة الضحى، كون (الجمس وسيع)، وموقع الشارع مناسب للجميع، يتوسط المدارس والبيوت!. في الطرف الآخر فشل (نجم) طوال 3 ساعات في الفصل في حادث سير وقع بين (أم عبدالله) و(أم خالد)، لأن الأخيرة مُتعنتة، ومُصرة على اعتذار واضح وصريح مقابل (الخرعة) أو الخوف والهلع الذي أصابها، رغم أن التأمين سيُصلح السيارتين!. على جانب الطريق (سيارة) فيها مجموعة من النساء (يولولنّ.. ويصرخنّ) بجوار (سيارة ساهر).. حسبي الله عليه اللي ما يخاف ربه، مصورنا وحنا (كاشفين)، الله لا يوفقه!. انتهت (غفوتي)، وحمدتُ الله أنني لم اتخيل مواقف أكثر حساسية وتعقيداً، لأننا لم نُحسن طرح ومناقشة قضية (قيادة المرأة للسيارة) حتى الآن، بسبب تعنت كل وجهات النظر، فمن يرى ضرورة (السماح) لا يعرف كيف يخدم قضيته أو يقدمها بالشكل الصحيح، بعيداً عن تجاوز الأنظمة، ومخالفة المجتمع!. بينما الطرف الرافض لا يريد تفهم أن (الظروف تغيرت) وبات السماح بالقيادة (أصلح من المنع)!. إذا لم يكن هناك برنامج تدريجي مدروس لبحث قضية السماح في السنوات الحالية، فلن تقود المرأة في المستقبل نهائياً، لأن 60% من مجتمعنا اليوم هم من صغار السن، وسيكبرون على ثقافة (المنع)! فإن لم تنجح في إقناع 40% من مجتمعك الآن، فكيف ستُقنع (جيل بأكمله) سيكبر على هذه الثقافة؟. يجب بحث تغيير بعض الظواهر الاجتماعية قبل التفكير بالسماح، على اعتبار أن السماح شأن مُجتمعي، متروك لتقبل المجتمع للخطوة!. وعلى دروب الخير نلتقي،،،
مشاركة :