جددت الكويت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانبه في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما في ذلك حقوقه التاريخية والثابتة في القدس التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. جاء ذلك في كلمة وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة التي ألقاها السكرتير الأول بشار الدويسان أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس (الأربعاء) خلال مناقشة البند الخاص بتقرير اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة. وجدد الدويسان في الكلمة تأكيد الكويت أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين داعية الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية عاصمة لها. وسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني التي وصفت بحسب تقرير الأمم المتحدة بأنها ما زالت مستمرة رغم مرور أكثر من 50 عاما عليها وأن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال هي التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمعاهدات والقوانين الدولية. وقال إن أحد الأمثلة لصور تلك الانتهاكات المتكررة من قبل قوة الاحتلال أعمال العنف التي ارتكبت خلال الأشهر القليلة الماضية على حدود غزة بالتزامن مع ذكرى مسيرة العودة الكبرى حين اقترفت القوات العسكرية الإسرائيلية أبشع صور القمع لمظاهرات سلمية فاق عدد قتلاها 60 فلسطينيا. وأضاف أن عدد المصابين تجاوز 2400 شخص جميعهم كانوا من المدنيين العزل مؤكداً أن تلك الممارسات الإسرائيلية تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ حقوق الإنسان المدنية والسياسية والقوانين الدولية كافة. وشدد على أن الكويت تدين تلك الانتهاكات وتؤيد المطلب الفلسطيني إزاء تفعيل بعض الآليات الدولية الموجودة حاليا كاللجنة الرباعية من خلال توسعة عضويتها لتشمل أطرافا إقليمية أخرى تضيف إلى أعمالها مزيدا من الحيوية وتكون تحت مظلة الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام. وأعرب الدويسان عن دعمه لجميع الخطوات القانونية والسلمية التي تتخذها فلسطين على المستويين الوطني والدولي لترسيخ سيادتها على القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة. وطالب باتخاذ إجراءات وتدابير تسهم في توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين مؤكداً على ما نص عليه قرارا مجلس الأمن 605 و904 بشأن انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل. وأشار الى دعم الكويت لبعض النقاط الواردة بتقرير الأمم المتحدة لاسيما أن السلام المنشود يجب أن يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت عام 2002. وأضاف الدويسان أن المبادرة تقوم على انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وتضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي بما يفضي إلى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه السياسية المشروعة كافة بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقال في ختام كلمته إن الشعب الفلسطيني ينتظر من الأمم المتحدة تفعيل ماآلت المنظمة على نفسها تحقيقه منذ نشأتها والمتمثل في «صيانة السلم والأمن الدوليين».
مشاركة :