قالت وزارة الخارجية الروسية أمس، إن عملية فصل المتشددين عن جماعات المعارضة المعتدلة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب السورية لم تتحقق بعد. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن العملية التي بدأت في إطار اتفاق بين تركيا وروسيا في أيلول (سبتمبر) لم تنجح على رغم الجهود التي بذلتها أنقرة. وبثت وكالة "الأناضول" التركية تسجيلاً أمس يظهر انتشار قوات خاصة تابعة لرئاسة القوات الخاصة التركية، تحت اسم "فرقة المهمات السورية" في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي. فيما قتل 18 مدنياً نتيجة قصف قوات التحالف الدولي بلدة الباغوز السورية، في حين توقفت المعارك والاشتباكات بين قوات الأسد وتنظيم "داعش" في منطقة الصفا ببادية السويداء، لليوم الثالث بسبب السيول. و"فرقة المهمات السورية" مكونة من 12 وحدة، تحتوي كل وحدة على عناصر من فروع القوات التركية الخاصة من أنقرة وغازي عينتاب وهاتاي. وتقوم الفرقة بتدريب وتأهيل شرطة عفرين من أهالي المدينة، إضافة إلى توفير المعدات اللازمة لحفظ الأمن فيها. كما نشرت الوكالة صوراً تظهر انتشار الفرقة على مداخل المدينة ومخارجها، والطرق الرئيسية إلى جانب الشرطة في المنطقة. وكانت تركيا دعمت فصائل "الجيش الحر" وشنت عملية عسكرية ضد "وحدات حماية الشعب" (الكردية) في مدينة عفرين وتمكنت من السيطرة عليها في 18 آذار (مارس) الماضي. واستقدمت تركيا في العملية العسكرية مئات من عناصر القوات الخاصة التابعة لها، والتي تمكنت من مساندة فصائل "الجيش الحر" في الدخول إلى المدينة. وعقب السيطرة الكاملة شُكلت في المدينة "شرطة عسكرية" و "شرطة وطنية"، كما شكلت مكونات مدينة عفرين مجلساً محلياً لإدارة أمور المدينة في نيسان الماضي. وشهدت عفرين خلال الأشهر الماضية تفجيرات وعمليات اغتيال طاولت عسكريين ومدنيين، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى من المدنيين. وآخر التفجيرات كان، في 8 من الشهر الجاري، عندما انفجرت دراجة مفخخة أمام مقر "فيلق الشام" ضمن المربع الأمني في منطقة جنديرس التابعة لعفرين، ما أسفر عن مقتل عنصرين من الفيلق. ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، في حين اعتبر الناطق باسم "الجيش الوطني"، محمد حمادين، في حديث سابق مع عنب بلدي أن "وحدات حماية الشعب" لا يزال لديها خلايا في محيط عفرين، تقوم بعمليات الاغتيال وتهدد المدنيين في المنطقة. من جهة أخرى، توقفت المعارك والاشتباكات بين قوات الأسد وتنظيم "داعش" في منطقة الصفا ببادية السويداء، لليوم الثالث بسبب تشكل السيول والبرك. وتحدثت شبكات محلية منها "السويداء 24" أمس، أن السيول والمستنقعات المائية التي خلفتها الأمطار في بادية السويداء، أدت إلى توقف المعارك في محيط تلول الصفا بين الطرفين، وأعاقت وصول الإمدادات. وأضافت أن سير المعارك مقتصر على بعض الرمايات المدفعية باتجاه مواقع التنظيم، بسبب سوء الأحوال الجوية وتشكل السيول والبرك المائية في المنطقة. ووفق الشبكات المحلية على "فايسبوك"، فإن السيول والأمطار أعاقت وصول الإمدادات لقوات الأسد، وأوقفت التقدم باتجاه مواقع التنظيم، بحسب وصفها. وفي السياق، فيما لا يكاد أن ينتهي انتشال جثامين القتلى من تحت أنقاض قصف طائرات التحالف الدولي على مناطق واقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش" شرق الفرات، حتى تلحقه هذه الطائرات بقصف آخر متسببة بمزيد من المجازر، المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد مجزرة جديدة نفذتها طائرات التحالف الدولي باستهداف بلدة السوسة الواقعة تحت سيطرة التنظيم بريف دير الزور الشرقي مساء أمس، حيث وثق المرصد السوري مقتل 18 مدنياً من نازحي بلدة الباغوز وضمن القتلى 8 أطفال و4 مواطنات، قتلوا في مجزرة التحالف باستهدافها للسوسة، كما تسبب القصف بدمار منازل أخرى في البلدة، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود مفقودين تحت أنقاض القصف، ليرتفع إلى 99 بينهم 43 طفلاً دون سن الـ 18 و32 مواطنة، ومن ضمن الشهداء 45 من الجنسية السورية بينهم 22 طفلاً و15 مواطنة، أما بقية القتلى فغالبيتهم من الجنسية العراقية من عوائل عناصر في "داعش"، ممن استشهدوا في بلدات هجين والشعفة والسوسة خلال 4 جولات من الاستهداف من قبل التحالف الدولي خلال أيام الخميس والجمعة والأحد والأربعاء الـ 8 و الـ 9 والـ 11 والـ 14 من شهر تشرين الثاني الجاري. وبذلك يرتفع إلى 181 مدنياً على الأقل، بينهم 64 طفلاً و44 مواطنة استشهدوا في الجيب الأخير لتنظيم "داعش"، من ضمنهم طفلتان قتلتا في القصف من قبل "قوات سورية الديموقراطية"، والبقية في ضربات التحالف ومنهم من الجنسية العراقية ومن عوائل عناصر "داعش".
مشاركة :