دعا الرئيس الامريكى باراك امس إلى إصدار قرار «حازم» عن مجلس الأمن الدولي حول إزالة الأسلحة الكيمياوية السورية، واعتبر أن النظام السوري سيواجه «عواقب» في حال لم يلتزم بتعهداته، وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «لا بد من قرار حازم يصدر عن مجلس الأمن للتأكد من أن نظام الأسد يلتزم بتعهداته»، معتبرًا أن المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب أمام المأساة في سوريا، كما دعا إلى «تجربة طريق الدبلوماسية» مع إيران، مشددًا في الوقت نفسه على أن الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران لن تحل «بين ليلة وضحاها»، ودعا أوباما إلى القيام بـ»أفعال» بما يتعلق ببرنامجها النووي . واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان «لا اوهام» لديه حيال صعوبة التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين وذلك خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك. وقال اوباما «لقد رأينا الفلسطينيين يبحثون مسائل بين الاكثر صعوبة خلال مسيرة السلام منذ زمن طويل» وذلك بعد اسابيع على استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين برعاية وزارة الخارجية الاميركية. واقر الرئيس الاميركي الذي سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين المقبل في البيت الابيض، بان «لا احد بيننا لديه ادنى وهم ان هذا الامر سيكون سهلا».واوضح اوباما ان هذه المفاوضات «عرضت الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتانياهو لمخاطر سياسية كبيرة». واعلن مسؤول كبير في البيت الابيض امس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني حسن روحاني لن يلتقيا في نيويورك واضعا بذلك حد لتكهنات عن مصافحة تاريخية. وبحسب هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، فان هذا اللقاء اقترحته الرئاسة الاميركية على الايرانيين لكن هؤلاء رفضوه، معتبرين ان «تحقيقه سيكون معقدا للغاية في الوقت الراهن بالنسبة الى الايرانيين». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، «كل الدول» إلى وقف تغذية «إراقة الدماء» في سوريا ووضع حد لتقديم الأسلحة إلى كل الأطراف، ودعا بان كي مون إلى تبني قرار في مجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيمياوية على وجه السرعة. من جهته قال الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن، إن التحول التاريخي الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط الآن لن يصل إلى مبتغاه عبر الوصفات الجاهزة، وإنما عندما يشعر المواطنون جميعًا بأنهم ممثلون تمثيلًا حقيقيًا، مضيفًا أن «الاحترام المتبادل بين الجميع هو سبيلنا للمضي قدما في الأردن». وأضاف عاهل الأردن، في كلمته أمام الدورة العادية الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك امس ، أن «بيتنا الأردني الذي نعمل على إعلاء بنيانه هو بيت المستقبل الجامع، الذي يقوم على أسس ومبادئ متينة من إجماع الأغلبية وحماية حقوق الأقلية، والثقافة الديمقراطية المرتبطة بالمواطنة الفاعلة، والتغير السلمي التدريجي». وأقرت روسيا أمس الثلاثاء، بأن مشروع القرار الذي يجرى بحثه حول سورية، يمكن أن يتضمن «إشارة» إلى الفصل السابع، لكنها أكدت أن «استخدام القوة لا يمكن أن يكون تلقائًيا»، فيما تسعى موسكو وواشنطن للتوصل إلى توافق على نص يدعم اتفاق جنيف حول الترسانة الكيميائية السورية، وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على أنه يمكن الإشارة إلى الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة في حال انتهاك الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأميركيين والروس، حول الأسلحة الكيميائية من قبل أي طرف في النزاع السوري، وانطلقت أمس أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين في نيويورك، ويتصدر ملفا النووي الإيراني والكيمياوي السوري جدول الأعمال. وعلى هامش الاجتماعات، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، إن «اجتماعا للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن سيعقد هذا الأسبوع لمناقشة الملف الكيمياوي السوري والاتفاقية الأميركية الروسية».من جانبها، قالت فرنسا إنها تتوقع موافقة مجلس الأمن الدولي على قرار يعتمد اتفاق الأسلحة الكيمياوية مع سوريا.فيما وجهت روسيا اتهامات للغرب بمحاولة استغلال الاتفاق بين موسكو وواشنطن حول الكيمياوي السوري في استصدار قرار من مجلس الأمن استنادا للفصل السابع قد يجيز فرض عقوبات أو تدخل عسكري إذا لم تف دمشق بالتزاماتها، وسيقود وليد المعلم وفد سوريا إلى المحفل الدولي، بعد ما تجاوزت دمشق تهديدات الضربة العسكرية بقليل، بالرغم من اعتراف بان كي مون بأن قضية الكيمياوي ليست سوى «قمة جبل من جليد»، فمن المرتقب أن يكون هناك قرار أممي يؤيد خطة روسية أميركية لتجريد دمشق من سلاحها الكيمياوي كأقصى سقف، ويتوقع أن يلتقي الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كما يتوقع لقاء غير رسمي يجمعه بأوباما، وقد يكون الأول منذ ما قبل الثورة الإيرانية، ويستقبل الاجتماع أيضا هذا العام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعدما فشل في آخر دورة في إقناع العالم بعضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، حيث يعود الرئيس أبو مازن في هذه الدورة، وفي حقيبته خطاب خيبة جديد، من مفاوضات السلام التي لا تزال تراوح مكانها، وفي غياب أحمدي نجاد قد يصبح الرئيس السوداني عمر حسن البشير، أكثر الشخصيات إثارة للجدل في هذه الدورة، فالرئيس المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية قد يسجل اسمه إلى جانب شخصيات غير مرغوب فيها من قبل واشنطن. وندد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمام البرلمان الروسي، بموقف الولايات المتحدة وحلفائها «غير المنطقي»، لسعيهم لتهديد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في القرار الدولي، ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات ريابكوف حول الفصل السابع، ستؤدي إلى تخفيف حدة الخلاف حول مشروع القرار، الذي قد يلقي بثقله على اللقاءات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال ريابكوف أيضا: إن «خبراء الأمم المتحدة سيعودون إلى دمشق اليوم الأربعاء، للتحقيق في هجوم كيميائي وقع في أغسطس في ريف دمشق، ويحمل الغرب مسؤوليته للنظام السوري، فيما تقول روسيا: إنه من المحتمل أن يكون مسلحو المعارضة نفذوه، وأوضح ريابكوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس، «يمكن أن يكون هناك إشارة إلى الفصل السابع كعنصر من مجموعة إجراءات، إذا تم رصد أمور مثل رفض التعاون أو عدم تطبيق التعهدات أو إذا لجأ أحد ما، أيًا كان، إلى السلاح الكيميائي»، وأضاف أمام الدوما (مجلس النواب الروسي) «أكرر مرة جديدة القول إنه من غير الوارد اعتماد قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع، ولا أن يكون هناك تطبيق تلقائي لعقوبات أو حتى لجوء إلى القوة»، وتابع «مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي يجب أن يكون داعمًا لقرارات المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية». واعتبر أن نظام الأسد أظهر حسن نيته عبر إعلان موافقته على الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. وقال «في مثل هذا الوضع، تبدو محاولات الأميركيين وبدعم من البريطانيين والفرنسيين، للسعي إلى استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يتضمن تهديدًا مباشرًا لسورية، غير منطقية على الإطلاق»، وتابع إن «الاتصالات مع الأميركيين (بعد اتفاق جنيف) لا تسير بشكل جيد كما كنا نريد»، ويخوض الغربيون والروس منذ أسبوع صراع قوة دبلوماسيًا حول مضمون مشروع قرار لطرحه على مجلس الأمن الدولي بعد الاتفاق في جنيف في 14 سبتمبر على خطة لتفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية لدى سورية، ويريد الغربيون اعتماد قرار «ملزم»، وهو ما ستكون الحال عليه إذا صدر تحت الفصل السابع الذي يجيز فرض عقوبات أو استخدام القوة في حال عدم احترام الالتزامات، وتقول روسيا: «إن إجراءات تحت الفصل السابع، يجب أن ترد في قرار ثانٍ يتم التصويت عليه في حال انتهاك التعهدات وبشرط أن يتم التثبت جيدًا من ذلك الأمر». وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مجددًا أن «أي مشروع قرار يجب أن يسمح بإجراءات محتملة تحت الفصل السابع إذا لم يلتزم الأسد بالاتفاق»، وأعرب ريابكوف عن أمله في أن يتم الاتفاق على النص الأسبوع المقبل رغم أن «لا شيء مضمونًا بنسبة مئة بالمئة»، واتفاق جنيف أدى إلى إبعاد شبح الضربات العسكرية، التي كانت تلوح بها واشنطن ضد سورية فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها ستعتبر عدوانًا يخالف القانون الدولي، كما عبر ريابكوف عن ارتياحه لأن خبراء الأمم المتحدة في الأسلحة الكيميائية سيعودون إلى سورية اليوم الأربعاء، ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن ريابكوف قوله: «نحن راضون لأن دعواتنا الملحة من أجل عودة محققي الأمم المتحدة قد سمعت، فريق محققي الأمم المتحدة سيغادر إلى دمشق ويصل اليوم في 25 سبتمبر». وكانت روسيا تطالب على الدوام بأن تعود بعثة الأمم المتحدة إلى سورية للتحقيق في حالات أخرى مفترضة لاستخدام الأسلحة الكيميائية، تتهم مسلحي المعارضة بالوقوف ورائها، بعدما اعتبرت أن التقرير حول الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس في ريف دمشق كان منحازًا. وميدانيا، أعلنت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أمس الثلاثاء، أن حوالى 40 راهبةً وطفلًا يتيمًا عالقون في دير مار تقلا في وسط بلدة معلولا (ريف دمشق) التي أضحت مسرحًا لتبادل إطلاق النار بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وجاء في بيان صادر عن البطريركية التي تتخذ من دمشق مقرًا لها إن «دير القديسة تقلا في بلدة معلولا، يعيش أيامًًا صعبة ومؤلمة حاليًا، فالدير يقع في وسط منطقة لتبادل النيران، الأمر الذي يجعل من عملية تموينه عملية شاقة للغاية ومحفوفة بالمخاطر».
مشاركة :