بعد عاصفة الأزمات التي عاشها برشلونة بداية بتأكيد المحكمة الرياضية لعقوبة الفيفا مرورا بإقالة زوبيزاريتا وانتهاء بالخلاف الذي عاشته غرفة الملابس بين اللاعبين والمدرب، كان النادي الكتالوني بحاجة لهكذا مباراة لتعيد اجواء الهدوء والسكينة الى البيئة. لويس انريكي لم يخطئ عندما قال قبل اللقاء بالمؤتمر وحده الفوز من يجعل الامواج العالية تهدأ رافضا بذلك الوقت تأكيد او نفي الخلافات التي حدثت. كامب نو كان رائعا بجماهيره المدهشة، التي أتت ولديها هدف واحد هو كيف يدعمون الفريق بهذه الاوقات الصعبة و قد كانوا قدوة بالسلوك للجماهير الاخرى التي قد تعيش هكذا ازمات يوما ما. بقلم/ مازن فؤاد كامب نو لم يكن راغبا في أن يقع بنفس خطأ بيرنابيو عندما عاش واحد من اشد الانقسامات بداخله على اثر الازمة بين مورينيو وكاسياس، جمهور البارسا اتى ليدعم لويس انريكي و يدعم ميسي و كل اللاعبين بدون اي فرق. كانت ليلة من الليالي التي يفخر بها البرشلوني بانتمائه و حبه لناديه بعيدا عن اي تحزبات ممكنة. بارسا دخل المباراة كأسد جريح جائع فوجد الاتليتي امامه. فريق سيميوني الذي دخل المباراة منتشيا بهزيمة مدريد أنشيلوتي للمرة الثالثة على التوالي هذا الموسم دخل الشوط الاول متراجع الى الخلف كثيرا يدافع بثلاث خطوط (الدفاع، الوسط وأمامهما ماندزوكيتش وجريزمان). تكتيك سيميوني ذكر كثير من المتابعين بإنتر مورينيو بإياب نصف نهائي دوري الابطال موسم 2009/2010، لكن امام بارسا بيومه عازم على تحقيق الفوز كل الجدران آلية للسقوط بأي لحظة و هذا ما قد حصل فعلا. بارسا لعب شوطا اولا كبيرا جدا، لا اتذكر انني شاهدت بارسا بهذا الشكل منذ سنتين او ثلاثة. لقد كانت مباراة اقوى حتى من رباعية الميلان بموسم 2011/2012 عندما كان البلاوجرانا مجبر على العودة من نتيجة خسارة 2-0 ليفوز بالإياب 4-0، ملحمة يوم امس كانت اقوى بكثير ضد خصم كبير جدا. على البرشلوني ان يكون سعيدا انه يملك هذه المجموعة من اللاعبين التي لو تم استدعاء اقوى ما لديهم من قدرات فسيكون فريق جبار يبدأ بالدفاع مع المقاتل ماسكيرانو وبيكيه الذي يحاكي افضل مستوياته بالماضي مرورا بخط الوسط مع بوسكيتس. راكيتيش الذي لا احد يفهم لماذا لا يلعب باستمرار والرسام انيستا بوضعه الطبيعي ناهيك عن الثلاثي اللاتيني الجبار (ميسي، نيمار و سواريز). هذا البارسا يمكنه ان يعطي اقوى بكثير مما فعله الموسم الحالي حتى الان. لنأمل ان ملحمة المباراة كانت نقطة انعطاف بمسيرة الفريق، لنأمل ان الخلافات مع المدرب لن تعود حتى نهاية الموسم و اجراء الانتخابات حينها يمكن تحليل الامور بشكل افضل و مع هامش هدوء اكثر مما هو حاصل الان. اخيرا لا احد يمكنه ان يؤكد او ينفي ان لويس انريكي سوف يستمر كمدرب للبارسا خصوصا مع انتخابات بالأفق وإمكانية كبيرة لتغيير مجلس الادارة الحالي. الأكيد هو أن التغيير قد يحصل بأي منصب إداري بالنادي الصيف القادم و حتى ذلك الوقت نتمنى ان يعطي الفريق اقصى ما عنده و تكون كل البيئة موحدة لإنهاء الموسم بشكل يجعل البرشلوني سعيد. المشجع الذي ذهب لكامب نو أمام أتليتكو وأعطى كل هذا الدعم لديه الحق ان يفرح بنهاية الموسم وهو يرى فريقه ينافس و يتوج على الاقل بلقب، حتى ذلك الوقت قد يحصل الكثير، لنأمل ان يكون الكثير من الاشياء الجيدة و ليست السلبية. عاش بارسا. Follow @FCBinsider -- FilGoal.com يتعاون مع الروابط الرسمية المصرية للأندية الكبرى في العالم، وأشهر أصحاب المدونات على مستوى الوطن العربي.. وتلك الحلقة مع برشلونة.
مشاركة :