وصف متابعات: التربية لا تعنى فقط إعطاء الأوامر الصارمة، وإرغام الطفل على الانصياع لها، بل هى تجربة عليك التحلى بالصبر والتفهم قبل أن تخوضها، حتى تتمكن من إنشاء إنسان سوى نفسيًا وعقليًا. ومن أهم العقبات التى تواجه الأهل أثناء تلك التجربة هى معرفة متى يمكن أن يستوعب الطفل أن أفعاله الخاطئة يلحقها عواقب، وأن هناك بعض المحظورات التى لا يجب أن يقربها حتى لا يتعرض للضرر. فى هذا السياق يوضح أستاذ طب وسلوك الأطفال الدكتور طلعت حسن سالم، أن من الأخطاء الفادحة التى يرتكبها الأهل فى تربية أبنائهم هى توجيه الأوامر ونهى الطفل عن القيام بأفعال محددة وبل وعقابه حال عدم إتمامها، دون إدراك قدرته على استيعاب تلك التوجيهات، فالطفل ذو العام الواحد لا يدرك أن كوب الشاى الساخن قد يحرق يده ومهما نبهته إلى عدم تكرار ذلك فلن يستوعب. وتابع سالم كما أنه سيظل يضع الأشياء فى أكباس النور، إلى أن ينضج عقلة ويصبح قادرًا على التمييز بين الصواب والخطأ، فكلمات مثل لا وكخ قد لا تعنى له الكثير وأقصى رد فعل قد يبديه هو تكرارها فقط. متى يمكن للطفل استيعاب الأوامر وإدراك الخطر؟ يؤكد طلعت أن هناك مقياسًا محددًا يمكن من خلاله الحكم ما إذا كان الطفل قادرًا على تميز الخطر والانصياع للأمر الموجه، له وهو معيار لا يرتبط بسن محدد فلكل طفل قدرته العقلية الخاصة. وهذا المعيار هو إمكانية تنفيذ الطفل لأكثر من طلبين فى نفس الوقت كأن نخبره مثلا أن يذهب إلى الغرفة المجاورة أمر أول، ويحضر حذاءه أمر ثان، ويحضر حقيبته أمر ثالث، وفى حالة تمكنه من تنفيذ تلك الأوامر الثلاثة معا، هنا نستطيع القول إن الطفل قادر على استيعاب مفاهيم النهى عن الخطأ ويمكن اتباع السبل العقابية فى حالة مخالفتها.
مشاركة :