تربطني علاقات صداقة مع عدد من رجال الامن عامة ورجال المرور خاصة؛ بحكم اهتمامي بالسلامة المرورية والامنية، وللأمانة، أجد من أغلبهم التجاوب لما أطرحه من مواضيع حول السلامة المرورية منذ سنوات، وكوني اقترح على المرور ان يكون هناك افكار خلاقة تسهم في الرقي بسلوك من يسلك الطريق، اجد منهم الترحيب، هنا اقول لكم ولهم: ماذا لو جعلنا عام 2015 بلا اسبوع مرور، بحيث يكون عام السلامة المرورية، عام التثقيف ثم التحفيز، عام المراجعة والدراسة والبحوث واخيرا عام العقاب لمن لم تفلح معه التوعية والتحفيز، كما يقال آخر العلاج (الكي)، وهذا الكي عبارة عن عقاب يشتمل على الغرامات المالية والتوقيف وسحب المركبة، وعلى فكرة هناك من لا يهتم بقيمة المخالفات، وهذا ليس بمستغرب؛ لأن مثل هؤلاء المتهورين قد يدفعون مبالغ طائلة في رقم لوحة او ما شابه، فلن يكون العقاب المالي رادعاً لهم، بينما اذا استطاع رجل المرور ان يوقفهم ليلة واحدة في (التخشيبة) مهما كان حجمهم الاجتماعي، والله لن يخالفوا بعدها. المؤلم أننا أمام أزمة وعي وليست أزمة توعية، لذا يجب ان يتبع كل توعية عقاب لمن لم يتقيد بقانون ولم يرتدع، هناك امثلة كثيرة لبرامج توعوية فعالة، على سبيل المثال البرنامج الرائع (يعطيك خيرها) برنامج توعوي ويطرح مواضيع هامة بطريقة خلاقة، وايضا هناك جمعية التبرع بالاعضاء (خلونا نحييها)، وجمال هذه الجمعية في انسانيتها، قد يقول قائل: أين الرابط بين السلامة المرورية وحملة خلونا نحييها؟ الجواب بسيط، تخيل عندما ننصح الشباب بعدم التهور وخطورته ونذكره أن نتيجة التهور قد يخسر حياته، ونستمر في ترديد الشعارات، لن تؤثر رغم جمال معانيها ولن تحرك ساكناً مع شباب متبلد الاحساس. وعندما يكون الحديث عن التبرع بالاعضاء امام الشباب، نقول لكل شاب بطريقة غير مباشرة -عن طريق عقله الباطن- قد تخسر حياتك، لا سمح الله، وبمساهمتك في السماح بنقل أعضائك بعد مماتك تحيي آخرين -بإذن الله-. اقتراحي، ان لم يكن هناك تعاون من قبل، ولأهمية ما تقوم به هاتان الجمعيتان، اقترح ان يكون هناك تعاون بينهما لتكامل اداورهما، فالاولى تساهم في حماية الاحياء من الموت نتيجة الحوادث، والاخرى تمنح الحياة من الاموات للاحياء -بعون الله ومشيئته طبعا-. اخيرا، يقال إن اي حديث عن اي تجربة ناجحة يبقى (حكي) وفي رواية (حتسي) ما لم يكن هناك امثلة حية من الواقع، ومثالنا حول اهمية وجود الثلاثي الناجح - التوعية - الثواب - العقاب، نجاح شركة ارامكو السعودية والشركات الاخرى (JVs) مع آلاف المتدرجين، وكيف استطاعت هذه الشركات ان تغير من سلوكيات أغلب المتدرجين الشباب، حتى اصبحوا بعد برنامج التدرج يقودون معامل ومصافي تلك الشركات نحو النجاح بكل ثقة واقتدار وليس فقط قيادة مركباتهم بأمن وامان! وهذا دليل اخر على ان الشاب السعودي متى ما وجد التدريب الصحيح والراتب المناسب مع ساعات عمل مقننة يبدع في عمله وفي قيادته أيضا وهذا مربط الفرس. مستشار تدريب وتطوير
مشاركة :