شارك 20 معلما من مختلف التخصصات والمجالات في ورشة بعنوان واقع التعليم في اعلامنا الوطني، والتي نظمها مؤخرا مجمع النجاح التعليمي بمحافظة القطيف، وقدمها الاعلامي والتربوي فاضل العُماني. وتناولت الورشة العلاقة الوطيدة بين المجالين الاعلامي والتعليمي، ومدى تأثير الاعلام على العملية التعليمية بشكل كبير جدا، خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية من عمر العالم الذي اثبت ان التعليم بمراحله المختلفة يمثل حجر الزاوية لتطور وازدهار وتنمية الاوطان والشعوب والمجتمعات. وأكد العماني خلال الورشة أهمية دور الاعلام بمختلف اشكاله ومستوياته في صياغة وتشكيل وتوجيه الرأي الجمعي والوعي المجتمعي، مضيفا: ان النسخة الاحدث للإعلام تتمثل في قيادته الواضحة للمشهد المجتمعي العام، مشيرا الى ان الاعلام لم يعد مجرد صدى وانعكاس لأخبار واحداث المجتمع. وقال: ان بعض وسائل الاعلام ركزت على بعض الصور السلبية للتعليم، فيما أهملت الجوانب المضيئة والايجابية التي يزخر بها التعليم في المملكة، والذي يشهد تطورا ملحوظا، سواء على صعيد المباني الدراسية والمناهج والخطط التطويرية المكملة لنجاح العملية التعليمية. وشدد على ان الصورة السلبية التي يكرسها الاعلام بكثافة في الصحف والفضائيات والإذاعات ووسائل ووسائط التواصل الاجتماعي، افقدت الثقة لدى بعد أفراد وشرائح المجتمع، خاصة وان قطاع التربية والتعليم يتماس مع كل تفاصيل المجتمع، اذ يوجد اكثر من ٥ ملايين طالب وطالبة، وأكثر من نصف مليون معلم ومعلمة، وقرابة الـ ٣٢ الف مدرسة على امتداد الوطن. وأكد العماني خطورة الاعلام الجديد بوسائله ووسائطه وشبكاته الاجتماعية، كتويتر وفيس بوك واليوتيوب والواتس اب وغيرها، منتقدا ضعف المحتوى الرقمي العربي الذي لا يزيد على ٣٪ من المعلومات والعلوم والآداب والمعارف والفنون والتجارب باللغة العربية، رغم ان الأجيال الصغيرة والشابة العربية التي تمثل ٧٠٪ من تعداد السكان بالعالم العربي هي الاولى دخولا في هذه المواقع الالكترونية، وتبحر في فضاءاتها الواسعة، ولكنها تكاد لا تجد ضالتها من محتوى رقمي عربي يتناسب ومكانة وقيمة وتاريخ الحضارة العربية التي ساهمت في تطور وازدهار الحضارة الانسانية لعدة قرون. وفي نهاية الورشة، قدم مدير المجمع نعيم المرهون شكره للإعلامي فاضل العُماني، منوها بأهمية مثل هذه الورش واللقاءات التي تثري وتضيف للمعلمين الكثير من الخبرات والمعارف والمهارات للوصول بتعليمنا الى اعلى المستويات.
مشاركة :