هل يستاهل والاّ ما يستاهل؟!

  • 9/25/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله أن وزارة التربية والتعليم قد منعت الضرب بالمدارس نهائيا، وقد علمت أن وزارة التعليم في مصر قد سبقتنا بذلك منذ أكثر من قرن إذ صدر قانون نظام المدارس في 11 يوليو سنة 1903. وأنه بعد أن صدر هذا القانون كان بعض المدرسين ــ وبخاصة الإنجليز ــ يتصلون بالناظر لاستدعاء ولي أمر التلميذ ويفهمونه تقصير ولده تاركين له العقاب الذي يشاء. غير أن تلك الطريقة الأخيرة أوقفت بعد أن اتصلت الإدارة يوما بأحد العمد لعقاب ابنه المشاغب، ودهشوا عندما وجدوا العمدة الجهبذ يحمل ابنه إلى الأعلى ويهبد به على الأرض، ثم يوسعه ضربا إلى درجة أنه كسر إحدى يديه وحطم ثمانية أسنان من فكه العلوي. وحصلت في إحدى مدارسنا قديما موقعة لا تقل عن تلك الموقعة شناعة، وكان بطلاها مدير مدرسة جبار انتقل إلى رحمة الله، وتلميذ مشاغب في الرابعة عشرة من عمره وهو الآن حي يرزق من رجال الأعمال، وقصتها أن ذلك المدير الغبي السمين عندما أراد أن يعاقب الفتى على طريقته الخاصة ما كان منه إلا أن يدخله في مكتبه ويغلق عليهما الباب بالمفتاح لكي لا يهرب، ثم استل (خيزرانته) وأخذ يلهب جسده بالضرب، فما كان من التلميذ اللعين النشيط بعد أن توجع إلا أن يخطف الخيزرانة من يد المدير ثم يخطف المفتاح من الباب ويضعه في جيبه، ثم تحول هو من المضروب إلى الضارب (ومن فين يوجعك)، وأصبح المكتب حلبة مطاردة، وأخذ المدير يصيح ويجأر بأعلى صوته طالبا النجدة دون جدوى حيث إن الباب السميك كان مغلقا، وبعد جهد جهيد استطاع الفراشون أن يكسروا الباب بالأزاميل والشواكيش والمطارق، ولكن بعد أيه؟!، بعد أن مرت أكثر من نصف ساعة على تلك (الملحمة)، ووجدوا حضرة المدير مطروحا على الأرض مضرجا بدمائه بعد أن (توطى التلميذ ببطنه)، ونقلوه على وجه السرعة للمستشفى الذي مكث فيه يتعالج لمدة شهر كامل. طبعا فصل التلميذ من المدرسة، ولكن بعد أن أصبح بطلا قوميا من وجهة نظر زملائه العفاريت الذين أخذوا يشيدون به ويكتبون اسمه على جدران المدرسة. لا أدري هل يستاهل وإلا ما يستاهل؟! ــ أقصد المدير ــ.

مشاركة :