تستعد القوات الأمنية العراقية وبمساندة قوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر في مدينة صلاح الدين شمال العراق لعملية تحرير شاملة لمنطقتها الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم داعش. وانتهت قيادة عمليات صلاح الدين من وضع خطة عسكرية خاصة بتحرير مناطق أطراف شمال تكريت. وقال قائد عمليات صلاح الدين، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الأمنية استكملت استعداداتها لتحرير مناطق تكريت والدور والعلم والشرقاط وبقية مدن صلاح الدين بدءا من أطراف مناطق الصينية شمال تكريت»، مشيرا إلى أن معنويات القوات الأمنية عالية، وهي عازمة على تحرير كامل مناطق صلاح الدين بدوره، قال محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم الجبوري لـ«الشرق الأوسط» إن محافظة صلاح الدين «تخطط لاستيعاب آلاف المتطوعين لتحرير كل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش وستكون مدة الشهر التي أعلن عنها القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي كافية لطرد المسلحين وتطهير الأرض»، مبينا أن «حكومة المحافظة بشقيها التنفيذي والتشريعي، ستتعاون مع القيادات الأمنية وترفدها بما يمكنها من تحرير مدن المحافظة التي تقع ضمن نطاق مسؤوليتها». من جهته، أعلن الشيخ عبد الله ناجي الجبارة رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين أن القوات الأمنية أكملت استعداداتها لتحرير قضاء الدور (20 كلم شمال تكريت) من سيطرة مسلحي داعش الموجودين في القضاء منذ أشهر. وأضاف الجبارة أن قوات عسكرية كبيرة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر أصبحت في أتم الجاهزية لعملية التحرير القريبة. وكان تنظيم داعش قد فرض سيطرته على أغلب مناطق صلاح الدين في يونيو (حزيران) الماضي. من ناحية ثانية, أعلن مسؤول كردي أمس أن طائرات التحالف الدولي استهدفت اجتماعا لقادة تنظيم داعش بالقرب من تلعفر غربي الموصل، وبين أن الغارة جاءت بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات البيشمركة استهدفت الموقع ذاته وأسفرت عن مقتل كل المشاركين في الاجتماع. وقال غياث سورجي، المتحدث الإعلامي باسم «مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني» في محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات التحالف الدولي استهدفت مساء أمس اجتماعا لقادة تنظيم داعش في قرية حردان القريبة من ناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر، «وأسفرت الغارة عن مقتل العشرات من قادة التنظيم، وبحسب المعلومات التي وردت إلينا، لم ينج أحد من الحاضرين». وأضاف أن هذه الغارة «جاءت بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات البيشمركة استهدف الموقع ذاته، فيما قصفت طائرات التحالف صباح أمس 3 مواقع للتنظيم في الموصل، وشملت معسكر الغزلاني، ومنشأة الكندي العسكرية، و(منطقة 17)، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل جثث قتلى وجرحى التنظيم إلى مستشفيات الموصل». وأشار سورجي إلى أن «والي الموصل في تنظيم داعش نفذ أمس حملة إعدامات جماعية شملت 24 من مسلحيه الهاربين من جبهات القتال في كوير (بين الموصل وأربيل) فيما شهدت منطقة الكسك القريبة من زمار اشتباكات بين مسلحي التنظيم العراقيين وغير العراقيين، وأسفرت هذه الاشتباكات عن جرح 20 مسلحا من الجانبين». في غضون ذلك، أعلنت قوات البيشمركة أنها، وبإسناد من طيران التحالف، تمكنت فجر أمس من إحباط هجوم لتنظيم داعش على قرية «سلطان عبد الله» التابعة لقضاء القيارة جنوب الموصل ضمن محور كوير ومخمور. وقال اللواء مصطفى ديرانيي، عضو قيادة «قوات بارزان»، لـ«الشرق الأوسط»: «كانت لدينا معلومات مسبقة عن نية التنظيم شن هجوم من عدة اتجاهات على قوات البيشمركة في (سلطان عبد الله)، لكن قوات البيشمركة اتخذت كل الاستعدادات اللازمة لدحرهم، وفي الوقت ذاته شن طيران التحالف الدولي غارات مكثفة على مواقعه في الضفة الأخرى من نهر الزاب الأعلى، وأسفرت هذه الغارات عن حرق كثير من آليات التنظيم، وأوقعت عشرات القتلى في صفوفهم، ولم يستطيعوا تنفيذ هجومهم». وأكد: «نحن في أتم الاستعداد لصد كل هجماتهم ودحرهم.. معنويات البيشمركة عالية جدا». وكشف ديرانيي أن «داعش» أسند قيادة مسلحي التنظيم في جبهة القيارة المقابلة لمحور كوير إلى أبو عمر الشيشاني، الذي يشرف على هجمات «داعش» في المنطقة. وعن سبب تكثيف التنظيم هجماته من محور كوير، قال ديرانيي: «(داعش) تعرض لهزائم كبيرة في كل المحاور أمام قوات البيشمركة، لذا يريد أن يعوض هزائمه بالضغط على هذه المحور القريب من مدينة أربيل، لأن أربيل عاصمة الإقليم ولها مكانة كبيرة دوليا وإقليميا».
مشاركة :