وصف عدد من الأطباء روشتة علاج للوقاية من أمراض الشتاء، محذرين من الأكزيما التي تصيب الجلد نتيجة الجفاف الذي يظهر ببرودة الطقس، وقدموا قائمة بالاطعمة التي يفضل تناولها شتاء، موضحين أن الأطفال أكثر تأثرا بتقلبات الجو لاسيما الذين يعانون من الربو وحساسية الصدر. وبين الدكتور عمرو محمد عبدالجبار، استشاري أمراض جلدية زميل جراحة الجلد والليزر، من منسوبي مستشفى الملك فهد بجازان والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود بالرياض، أن الطقس البارد وما يصاحبه من جفاف عام وهواء جاف يمثل ازعاجا لكثير من الناس خصوصا في مناطق الأطراف والشفاة حيث تصاب هذه المناطق بالتشققات والجفاف، كما أنه يؤدي لتفاقم كثير من الحالات الجلدية. وقال: ربما تكون الأكزيما هي أهم الأمراض الجلدية التي تتفاقم بالشتاء، فأكبر أعداء الاكزيما هو الجفاف، فما أن يجف الجلد حتى يظهر عليه الاحمرار وقشور وحكة مزعجة للمريض وقد تصل الحالة لحدوث جروح وتقرحات وبالتالي التهابات بكتيرية وخلافه من المضاعفات، محذرا من بعض الأقمشة التي يلجأ لها في الشتاء للحصول على الدفء مثل الصوف فيمكن أن تثير الأكزيما. وذكر أنه يجب أن يعالج الهياج بالكورتيزون الموضعي خفيف أو متوسط القوة حسب ما هو موصوف بالمدة والموضع، أما لو كان التهيج شديداً فلا بد من مراجعة الطبيب للتعامل مع الحالة فقد تحتاج أدوية ومضادات بالفم. ونصح الدكتور عبدالجبار باستخدام الكريمات المرطبة بكميات كافية على الجلد، معتبرا الفازلين الأصلي افضل مرطب وأكثرها فعالية، على الرغم من أنه قد يضايق البعض لأنه ثقيل القوام ويجعل الجلد يبدو دهنيا بشكل واضح، لذا ينصح بوضعه أثناء المكوث في البيت ولبس ملابس قطنية داخلية عليه، مطالبا بالاستحمام مرة واحدة في اليوم لا تزيد على خمس دقائق، مع استخدام ماء دافئ من السخانات ويمنع الاستعانة بالماء الحار لأنه يفاقم المشكلة، معتبرا ابقاء الجلد رطباً حجر الزاوية لمنع ثورة هذه الأمراض في الشتاء. بدورها، رأت أخصائية التغذية الدكتورة رويدا ادريس أن ما نأكله ونشربه له تأثير كبير على تدفئة أجسادنا في فصل الشتاء، مبينة أن هناك أغذية معينة تساعد على تدفئة الجسم مثل البذور والمكسرات اللوز السوداني واللوز الحجازي أو البجلي، وأن تكون منقوعة مقشرة وغير مملحة ولكن بكمية لا تزيد على قبضة اليد حتى لا تؤدي لزيادة الوزن أو لارتفاع الضغط كوجبة خفيفة، مبينة أن بذور اليقطين والسمسم تساعد على ابقاء الجسم دافئا لفترة طويلة. وذكرت أن من المشروبات التي ينصح بتناولها في الشتاء القرفة غير المطحونة مع الماء أو الحليب الدافئ مع ملعقة عسل أو الزنجبيل كما ان الفلفل الأسود من التوابل التي تساعد على تدفئة الجسم وعلاج نزلات البرد والتهابات الصدر ويمكن إضافة القرفة أو الزنجبيل للمخبوزات والحساء أو تناولها كمشروب دافئ، لافتة إلى أن العسل الطبيعي صحي وفعال ويفضل استخدامه في تحلية المشروبات والحلويات بدلا عن السكر الغني بالسعرات الحرارية الخالية من القيمة الغذائية. وأشارت إلى أن فائدة البصل والثوم لا تقتصر فقط على تدفئة الجسم ولكن تساعد أيضا على المحافظة على صحة الجسم، موضحة أن قليلا منهما في السلطة يساعد على علاج الزكام ويقلل من نسبة الكوليسترول ويساعد على القضاء على الخلايا السرطانية في الجسم. وفضلت الدكتورة رويدا التقليل من الأكل في الشتاء وتجنب بعض الأطعمة منها الخبز الأبيض، الخيار، الزبدة بكميات كبيرة، المشروبات الباردة غير الطبيعية، الأرز والمعكرونه خصوصا في الليل. إلى ذلك، أوضح أخصائي الأطفال في صحة جدة الدكتور نصر الدين الشريف أن الصغار أكثر تأثرا بتقلبات الجو خصوصا هذه الأيام التي تشهد انخفاضا في درجة الحرارة، مبينا أن البرد الشديد يؤثر على الأطفال الذين يعانون من الربو وحساسية الصدر، ناصحا بتجنب السوائل الباردة وارتداء الملابس التي تحافظ على توازن حرارة الجسم. ولفت الى الأطفال ولضعف مناعتهم في امس الحاجة الى تقوية المناعة من خلال تناول الأكل الصحي الذي يعد في المنزل على ان يشتمل الطعام على كل العناصر الغذائية والفيتامينات والالياف والمعادن مع تجنب الوجبات السريعة التي تحتوي على الدهون، بجانب تناول الشوربة واللبن ومشتقات الحليب. وأفاد أن مرضى الربو مطالبون بالانتباه لصحتهم لأن الأجواء الباردة قد تجعلهم يتعرضون لنوبات الربو، ملمحا إلى أن استخدام المياه معتدلة الحرارة في أغراض الاستحمام والاستخدام اليومي افضل للصغار والكبار ويجنب الشعور ببرودة اليدين. من جانبه، أوضح الدكتور حسني يوسف قاري استشاري أطفال حساسية ومناعة أن أمراض الشتاء عند الأطفال باتت معروفة عند الكثيرين وتتكرر كل عام خلال هذه الفترة من السنة ابتداء من شهر نوفمبر وانتهاء بشهر يناير والفئة العمرية الأكثر إصابة بهذه الأمراض من الولادة إلى عمر 6 سنوات أو ما قبل المدرسة بمعدل 3 إلى 5 مرات وقد تصيب الأطفال الأكبر سنا إلى سن 13 سنة بمعدل أقل والأمراض الأكثر شيوعا يمكن ترتيبها حسب شيوعها كالتالي: نزلات البرد والإنفلونزا، التهاب اللوز والحنجرة ومرض الخانوق (كروب)، الالتهاب الشعبي الرئوي (مرض ذات الرئة) والتهاب الشعيبات الرئوية، مبينا أن من طرق الوقاية، أخد تطعيم الإنفلونزا الفيروسية قبل فصل الشتاء في شهر أكتوبر، الاهتمام بالرضاعة الطبيعية والحرص عليها للأطفال الرضع حيث إنها تدعم مناعة الجسم، وتناول الغذاء الصحي والمحتوي على الفواكه والخضروات وبالذات فاكهتا الشتاء البرتقال والليمون واللتان تحتويان على معدلات عالية من فيتامين «ج» والذي يدعم المناعة الطبيعية ويساعد في مقاومة الالتهابات، عدم الاختلاط بالأطفال المصابين وخاصة في دور الحضانه أو مع الأطفال الرضع.
مشاركة :