نقل القنصل الفلسطيني لدى المملكة الدكتور عماد شعت، تحيات الشعب الفلسطيني، والقيادة الفلسطينية، إلى قيادة المملكة وشعبها بمناسبة مرور 50 عاماً على الثورة الفلسطينية. وشهد الحفل، حضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز، وعدد من المسؤولين والقناصلة المعتمدين لدى المملكة ورجال الأعمال. وقال القنصل الفلسطيني: «إننا نجتمع اليوم، في هذا البلد الطيب، وبهذه المناسبة العظيمة الغالية على قلوبنا جميعاً، وهي الذكرى الخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المُعاصرة، ذكرى مرور نصف قرن على انطلاق الكفاح المُسلح الفلسطيني، عندما قام الرئيس الشهيد ياسر عرفات في الفاتح من يناير عام 1965، بإطلاق الرصاصة الأولى على جيش الاحتلال، وكان معه ثلة قليلة من المؤسسين الأوائل، منهم من قضى نحبه ومنه من ينتظر، وما بدلوا تبديلا». وأكد أن هذه الثورة كما وصفها الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ليست فقط بندقية ثائر، بل هي معول فلاح، ومشرط طبيب، وقلم كاتب وشاعر، وريشة فنان. وكما وصفها فخامة الرئيس أبو مازن بأنها امتداد لثورات التحرر العالمية الشريفة، وكما وصف بندقيتها الشهيد القائد صلاح خلف بأنه بندقية تحمل هدفاً سياسياً سامياً، ولم تكن يوماً بندقية مأجورة أو قاطعة طريق، وكما وصفها الشهيد القائد خليل الوزير، بأنها ستواصل الهجوم حتى النصر. وأضاف: «تمر علينا هذه الذكرى، وشعبنا مازال يكافح الاحتلال الأخير على وجه الأرض، وهو الاحتلال العنصري الإسرائيلي، الذي يستهدف النيل من كل مناحي الحياة في فلسطين المحتلة. فشعبنا في القدس يذود بدمه عن المقدسات الإسلامية هناك، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومعراجه إلى السماء. وشعبنا في غزة مازال صامداً قوياً في وجه الحصار الإسرائيلي الظالم، رغم العدوان الهمجي الإسرائيلي الأخير، والذي قبله، والذي قبله. وشعبنا الأبيّ في الضفة الغالية، مازال يواجه أسوء أنواع الاستيطان التوسعي، والفصل العنصري، وتقطيع أوصال الأرض». وتمر علينا هذه الذكرى أيضاً، وقيادتنا الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، تكافح الاحتلال على الأرض وعلى الحواجز، وأيضاً تكافحه في معركة لا تقل ضراوة في ساحات المجتمع الدولي، سواء كان ذلك عبر خوض المعركة السياسية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن، أو عبر الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية، أو من خلال بدء مرحلة جديدة من المعركة القانونية الدولية مع الاحتلال الإسرائيلي، وقادته مجرمي الحرب، والتي أشعل شراراتها فخامة الرئيس أبو مازن قبل أيام، وتحديداً يوم 31 ديسمبر الماضي، من خلال التوقيع على نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، ضمن ما يقارب من 40 اتفاقية ومعاهدة دولية أخرى. والتي تاتي بدعم ومؤازرة والتفاف من أشقائنا العرب والمسلمين أصدقائنا حول العالم، من خلال منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة الاتحاد الأفريقي. وأكد أنه شهدنا مؤخراً مبادرات أوروبية عديدة للاعتراف بدولة فلسطين، توجتها اعتراف مملكة السويد بدولة فلسطين. وكذلك رأينا ما حصل في العديد من البرلمانات الأوروبية، ومنها مجلس العموم البريطاني، والبرلمان الفرنسي، والإسباني، والبرتغالي، والإيرلندي، وكذلك البرلمان الأوروبي، من تصويت لصالح دعوة حكومات تلك الدول للاعتراف بدولة فلسطين. وأكد أن ثورة الشعب الفلسطيني التي انطلقت قبل نصف قرن، ومازالت حية ومُشتعلة، ما كانت لتصمد في وجه الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه ومسانديه، لولا دعم أشقائنا العرب والمسلمين، وطالما كانت المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية منذ انطلاقاتها، منذ عهد المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، إلى عهد الملك فيصل شهيد القدس، طيب الله ثراه، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وبهذه المناسبة، فإنه يشرفني باسم دولة فلسطين، شعباً وقيادةً ورئيساً، أن أعبر عن خالص امتناننا وتقديرنا لدور المملكة العربية السعودية، ملكاً وحكومة وشعباً، في دعم ومساندة كفاح الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية من عمر القضية.
مشاركة :