سؤال دار في أذهان الكثيرين، ما إذا كان ممكناً أن نشاهد ليونيل ميسي في إحدي الليالي الباردة ذات الأجواء الممطرة علي أرضية ملعب بريطانيا ستاديوم في مدينة ستوك سيتي، بات قريباً من الإجابة.. لكن هل يبدو تشيلسي مهتماً حقاً بضم الأسطورة الأرجنتينية؟ وإن كان اهتمامه بديهياً .. فهل لديه القدرة على إبرام صفقة القرن؟ لا يمكنني وأنا أتحدث من خلال النظارة الزرقاء الخاصة بفريقي تشيلسي أن أنكر أنا أو أي عاقل متابع لكرة القدم أن استقدام ميسي إلي تشيلسي أو إلي أي فريق كرة قدم آخر هو بمثابة أمنية وحلم جميل، كما هو الحال لدي عشاق البرسا حيث يطمعون ودون شك في أن يشاهدوا نجمهم الخاص يعتزل في صفوف فريقهم دون انتقال. لكنني كما أجبت صديقي الأزرق عندما سألني ما رأيك في قضية البرغوث ميسي؟ سأنحي الأمنيات والأحلام جانباً وسأتحدث بلغة العقل والواقع وسأضيف إلي ما سبق من حقائق بعض الحقائق الأخرى الهامة. المدير الفني لبرشلونة لويس انريكي وعندما سُئل من خلال المؤتمر الصحفي الأخير عما إذا كان ميسي سعيداً في برشلونة مثل السابق؛ رفض التعليق أو الإجابة. رئيس برشلونة جوزيب بارتوميو صرح قائلاً: ميسي أفضل لاعب في العالم، قائد في الفريق، لكن حياة هذا النادي لا تدور حوله، ماذا سوف يحدث اذا تقدم نادي بالشرط الجزائي في عقده؟ لن أجيب عن تخمينات. المدير الفني لتشيلسي جوزيه مورينيو وعلي خلاف ما ظهر عليه إبان تدريبه للنادي الملكي حينما أمسك بأنفه عندما اقترب ميسي منه، صرح مؤخراً ومن خلال مقابلة مع قناة BT Sport بأن التكهنات بانتقال ميسي لتشيلسي غير صحيحة وأنه لا فرصة لذلك، لكنه أرجع ذلك إلي صعوبة أن يتم انتقال بهذا الحجم في ظل قواعد اللعب المالي النظيف FFP والتي تُلزم تشيلسي بقواعد معينة وأرقام محددة واصفاً ليونيل ميسي باللاعب الأروع علي الإطلاق. فبالرغم من العلاقة التنافسية ما بين ميسي كلاعب في برشلونة ومورينيو كمدرب لكل من تشيلسي وإنتر وريال مدريد، لكن فكرة أن يجتمع كلاهما في غرفة ملابس واحدة لم تعد بالفكرة الغريبة، خاصة وأن فابريجاس الذي هاجم مورينيو خلال الموسم الماضي وطلب منه علناً أن يهتم بشؤون فريقه وألا يتدخل فيما يخص برشلونة أصبح هذا العام لاعب لا غنى عنه في تشكيلة أسود لندن ومفتاح لعب حقيقي. بل وتعدي الأمر ذلك كله ليصف الإسباني مدربه البرتغالي بأنه أفضل مدرب نجح في توظيفه بالشكل المثالي وفي ذلك ما فيه من تعظيم لشأن مورينيو مقارنة بمدرب بحجم واسم كل من جوارديولا و فينجر. جوزيه مورينيو يجيد معاملة اللاعب المميز بشكل خاص وفي ذلك أمثلة كثيرة جداً وهذا الأمر هو ما يحتاجه ميسي حرفياً وهو ما صرح به جوارديولا من قبل عندما قال إن ميسي يحتاج إلي معاملة خاصة، وجوزيه متميز وبارع جداً في هذا الجانب. شركة الملابس العالمية أديداس والتي لم تخصص علامة تجارية فرعية تابعة لها إلا للاعبين اثنين وهما ديفيد بيكام وليونيل ميسي، لديها من الدوافع والمنافع ما يجعلها داعمة وبقوة لصفقة انتقال ميسي إلي فريق يرتدي قمصان من صناعة الشركة، لاسيما وأن ذلك سيحقق طفرة كبيرة في مبيعات قمصان الفريق. وتشيلسي يمتلك تلك الميزة دونما مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، ميزة آخري يمتلكها تشيلسي.. التعاقد مع شركة طيران تركيا لتكون الراعي لقمصان الفريق بدءا من الموسم المقبل بدلاً من شركة سامسونج. الشركة التركية هي الأخري اتخذت أيضاً من ميسي واجهة إعلانية لها في سلسلة إعلانات شهيرة ظهر دروجبا إلي جوار ميسي في أحداها، الشركة التركية أيضاً من الداعمين لصفقة انتقال الأرجنتيني إلي لندن. ربما ومن خلال التقرير يعتبر البعض أن حرمان النادي الكتالوني من شراء لاعبين جدد حتى عام 2016 دافعاً كبيراً لرفض فكرة بيع النجم الأبرز للفريق وهذا أمر معقول، لكن وعلي النقيض من ذلك فميسي الذي لطالما نقل رغبته إلي إدارة فريقه بالتعاقد مع بعض الصفقات التي يحتاجها فريقه لن تروق له فكرة الحظر الذي تعرض له فريقه لمخالفة قوانين اللعب المالي النظيف. اللاعب وبالرغم من الإنجازات التي نجح في تحقيقها لكنه لا يزال لديه الشغف والرغبة في النجاح أكثر وأكثر سواء مع النادي الذي يلعب له أو مع منتخب بلاده، وتحقيق النجاح يحتاج إلي عناصر متكاملة يمكنها أن تعمل سوياً للوصول لذلك إدارياً و فنياً، ولا شك أن برشلونة يشهد تخبطاً ملحوظاً علي مستوي الصعيدين. اللاعب المُقرب كثيراً لميسي، سيسك فابريجاس لاعب تشيلسي والعلاقة القوية جداً سواء ما بين اللاعبين أنفسهما أو ما بين صديقة كل منهما منذ أوقات اللعب في كامب نو وحتى الآن، هو أيضاً عامل مهم قد يساهم في دفع عجلة الانتقال المحتمل وفابريجاس أعلن ذلك بوضوح أيضاً. رومان أبراموفيتش.. الملياردير الروسي ومالك نادي تشيلسي، الرجل الذي أقال الايطالي روبيرتو دي ماتيو بالرغم من كونه المدرب الأول بتاريخ النادي الذي يتمكن من تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا لتشيلسي ولمدينة لندن قاطبةَ، إقالة جاءت أسبابها واضحة في بطولة لم يستمتع الرجل الثري بالحصول عليها بالطريقة الدفاعية تلك بالرغم من لهفته وانتظاره الطويل وجماهير تشيلسي للفوز بها. أبراموفيتش وقبل استقدام مورينيو كان راغباً في التعاقد مع جوارديولا رغبة منه في أن يشاهد كرة قدم هجومية ممتعة تقدم علي أرضية ملعب ستامفورد بريدج. تعاقدات الفريق اللندني ومنذ التتويج الأوروبي جاءت معظمها شاهدة علي ذلك، فصفقات علي غرار إدين آزار، أوسكار، فابريجاس وغيرهم لاعبون يمتلكون الحلول الفردية والشكل الفني المتميز علي عكس ما دأب عليه تشيلسي من تعاقدات في السابق، وهو النادي الذي لطالما سُمي بالنادي الإيطالي في انجلترا. كل ذلك يؤكد أن الفرصة إن سنحت للمالك الروسي لاستقدام لاعب بحجم واسم وإمكانيات وفنيات ميسي؛ فإنه لن يتردد ولو لجزء من الثانية عن تحقيق ذلك ومهما كلف الأمر، وهو الرجل الذي لا يخفى عليه الجانب الاقتصادي والتجاري أيضاً، وهو يعي تماماً أن في استقدام لاعب مثل ليونيل فوائد جمة.. أولها المستوي الفني وضمنها العائد التجاري سواء من خلال البطولات أو من خلال شعبية وجماهيرية الفريق أو من خلال الدعاية والإعلان أو من خلال مبيعات القمصان. القارئ لكل ما سبق قد يعتبر التقرير برُمَتِهِ مجرد خواطر زرقاء ما جاءت إلا ناتجاً لرغبتي كـ عاشق للقميص الأزرق في أن أشاهد ميسي يرتدي ذات القميص، لكنك عزيزي القارئ إن أمعنت النظر جيداً وتابعت ما ذكرت بدقة؛ تجد أن كل جملة هي حقيقة حدثت بالفعل أو تفكير منطقي وعقلاني بُنيَّ علي أدلة و شواهد. في النهاية، لا أجد مع كل ذلك مبرراً لنفسي ولا لأي مشجع لتشيلسي في أن يطمع بنجاح تلك الصفقة أو أن يصمم صورة للاعبي الفريق الأساسي للبلوز متضمنة النجم الأرجنتيني أو أن يحرص علي شراء ميسي في الـ Career Mode. فصفقة بهذا الحجم لن تكون بأي حال من الأحوال يسيرة ولعل المبلغ الفلكي لكسر العقد أسهل وأبسط تعقيدات هذا الانتقال، فرئيس نادي المقاطعة الكتالونية الذي اجتمع بميسي مؤخراً يسعى وبكل قوة للإطاحة بإنريكي وتعيين مدرب جديد إرضاء واسترضاء لنجم الفريق والأسماء المرشحة باتت واضحة ما بين فرانك ريكارد، رونالد كومان أو يوب هاينكس وربما بليجريني. وأنا مع ذلك أيضاً لا أجد مبرراً لأي مشجع لبرشلونة أن يطمئن ويثق تمام الثقة في بقاء اللاعب الأبرز في تاريخ النادي بين جدران كامب نو، فالدخان خير دليل علي وجود نار مشتعلة حتى وإن لم تكن في أوج قوتها وكل ما تم سرده لا شك أن له تبعات ستتضح في الأيام أو ربما الشهور القادمة، وسيبقى مستقبل اللاعب وألوان القميص الذي سيرتديه متوقفاً علي رغبته هو في البقاء أو في الرحيل. المحتوى مقدم من: حسونة عبد الملك - الرابطة الرسمية الجماهيرية لنادي تشيلسي -- FilGoal.com يتعاون مع الصفحات الرسمية للأندية الأوروبية، يمنح زواره تجربة مميزة، لأن من يكون اسمه متواجدا في سجلات نادي تشيلسي، بالتأكيد هو أقدر من يتكلم عن البلوز.. وتشيلسي ليس الوحيد الذي سيقدم جمهوره موضوعات شيقة ومعلومات مميزة، بل سنتعاون مع الروابط المعترف بها من قبل الأندية الكبرى في أوروبا، لتغطية في الجول.
مشاركة :