ما زلت أتذكر موقفا جميلا للراحل عبدالله الدبل -رحمه الله- أنصف المنتخب السعودي في الدورة التاسعة بقطر، وهو موقف بالنسبة لي لا أنساه أبدا كلما أقيمت بطولة أمم آسيا، وكنت آنذاك موفدًا من قبل جريدة الرياضية التي كنت أعمل بها لتغطية فعاليات البطولة التي فاز بها المنتخب السعودي، وقد كان هذا الموقف النبيل متعلقًا بخصم 6 نقاط للعب النظيف بسبب تأخر نزول المنتخب السعودي للملعب، ولم يكن المسؤولون عن التقييم للعب النظيف يعرفون لماذا تأخر المنتخب السعودي عن النزول للملعب، فقط هم يُسجِّلون التأخير، ولا يهمهم السبب، وحينها كان معنا مشاركًا في التغطية زميلنا اﻹعلامي المعروف صالح الحمادي الذي كان له موقف مماثل، خاصة أنه تحرّك عندما علم بخصم النقاط، وذهب إلى الراحل الأستاذ عبدالله الدبل وناقشه فيما حدث، وأوضح له أن سبب تأخر المنتخب عن النزول أنهم كانوا يؤدون صلاة العصر، وكان تحركه من وازع ديني -وفقه الله لكل خير- وكانت مباراة المنتخب عصرًا، وفعلًا تحرك الدبل -رحمه الله- وتكلم مع اللجنة المقيّمة للعب النظيف، والتي فاز بها المنتخب السعودي وتم إعادة النقاط الست للمنتخب، وكان حينها الاتحاد اﻵسيوي لا يراعي مواعيد ومواقيت الصلاة، وإعطاء وقت لأداء الصلوات والتي تبرمج اﻵن بشكل أفضل خصوصًا في الدول الإسلامية التي تحرص على الواجبات الدينية كالمملكة ودول الخليج. والحقيقة ما حدث أمر أسعدني، خصوصًا عندما تجد المسؤول يتحرك لنفع بلاده في أمر واجب على كل مسلم، ويتفاخر أن التأخير كان بسبب الصلاة ويقنع اللجنة فعلًا، وهذه من المواقف التي أحفظها لهذا الرجل القدير -رحمه الله رحمة واسعة-، وقد حرصت على الكتابة عنه لتوافقه مع إقامة البطولة الحالية، وأوصي اللاعبين جميعًا ممن يصلهم مقالي بضرورة الحرص على الواجبات الدينية، فهي رأس مال المسلم، وطريقه بإذن الله تعالى إلى الجنة، وأسأل الله التوفيق للمنتخب السعودي.
مشاركة :