ثناء بمفعول رجعي

  • 1/16/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كأني بالمدرب الروماني كوزمين يُحقق رغبة الأمير سلطان بن فهد بأن يلعب المنتخب السعودي برأسيّ حربة اثنين بدلاً من واحد، مرّ زمنٌ على تلك الرغبة والمطالبة الملحة من المسؤول الرياضي الأول الأسبق، وها هو المدرب المعار من الإمارات والمطرود من السعودية، يُغامر ويلعب بمهاجمين اثنين، ومع أنه فعل ذلك تبعاً للقول مُرغم أخاك لا بطل فإن مباراة السعودية أمام كوريا الشمالية في الدور الأول لكأس آسيا 2015، أعطت كوزمين نقاطاً عدة أبرزها واقعيته التي عبّر عنها بقوله: احتجنا للفوز فخاطرنا بالهجوم.. فجاءت ثلاثة من الأهداف الأربعة من ثنائي الهجوم هزازي ـ السهلاوي. وهنا لا بد من التنويه بغنى المنتخب السعودي بالعناصر المؤثرة، فغياب المهاجم الأول في آسيا وأفضل لاعبيها ناصر الشمراني، إلى جانب زميله في الهجوم الهلالي القناص ياسر القحطاني، أخرج نايف هزازي من الظل، وأفسح في المجال لمحمد السهلاوي بأن يُطلق العنان لعبقريته المقيدة غالباً في ناديه النصر، وبذلك جاز لنا القول إن منتخب المملكة أهدى بطولة القارة ثنائياً هجومياً مرعباً بديلاً للاعب الأفضل في القارة الذي غيبته الحالة النفسية والإصابة العضلية.. نقطة أخرى تسجل للمدرب الروماني، الذي واجه موجة من السخط إثر تعيينه، تحولت إلى بحر هائج مع خسارة المنتخب مباراتين وديتين بستة أهداف في الشباك، خصوصاً أن كوزمين مدرب دفاعي يُجيد إغلاق المنطقة، فمدربنا انتزع اعتراف النقاد، بمن فيهم الناقمون، بأنه يُجيد قراءة المباراة، بدليل أن المنتخب السعودي تغير أداؤه إلى الأفضل في الشوط الثاني من المباراتين أمام الصين وأمام كوريا الجنوبية. وبين مباراة وأخرى، تحول التهكم على المدرب لإنزاله اللاعب يحيى الشهري قبل 60 ثانية من إنتهاء المباراة، إلى إشادة بالتغييرات التي أجراها في المباراة الثانية، خصوصاً في الظهيرين وفي إقحام رأسيّ الحربة، حيث وُصفت الخُطوة بالشجاعة، وصار منتقدو الأمس يتحدثون عن كوزمين الذي قدّم تشكيلة مثالية وضبط الأخضر نفسياً وفنياً وكانت بصماته واضحة في الفوز العريض على الكوري الشمالي. والحق يُقال، إن كوزمين نال الثناء بمفعول رجعي عن أداء المنتخب أمام الصين، فكان التركيز على أن الأداء الجيد أمام كوريا الشمالية هو امتداد لما قدمه اللاعبون والمدرب أمام الصين، فزال التحفظ والتقنين في الحديث الإيجابي عن المباراة الأولى، وازداد تسليط الأضواء على الأثر السلبي لإضاعة ركلة الجزاء من الخبير هزازي، وعلى الهدف الذي هزّ الشباك السعودية من كرة ثابتة غيّرت اتجاهها بارتطامها بأحد المدافعين وقبل نهاية المباراة بتسع دقائق. حسناً كان أداء الإعلام، فقد غيّر رأيه بالمدرب، تماماً مثلما غيّر هو في أسلوبه ونهجه إلى الأفضل. تبقى كلمة، وهي أن حصيلة الفرق العربية قبل الفوز السعودي، كانت هزيلة في كل شيء، إذ أن الفرق التسعة سجلت 7 أهداف في 9 مباريات، بينها هدف واحد خارج الشباك العربية (هدف الكويت في أستراليا) مقابل 23 هدفاً في مرماها. وبعد رباعية السعودية في كوريا الشمالية ارتفعت الأهداف المسجلة إلى 11 والداخلة إلى 24.

مشاركة :