رصدت «الاقتصادية» عمالة جائلة سائبة في جدة بالرغم من مضي نحو عام على الحملات الأمنية التي أطلقتها وزارة العمل بالتعاون مع الجهات الأمنية في مختلف مدن ومناطق السعودية، لضبط العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل، وانتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة، التي جاءت بالتزامن مع الحملات الأمنية، إلا أن شوارع وطرقات جدة لا تزال تعج بالكثير منهم، وممن لا يحملون أي إثبات لهويتهم وجنسيتهم، أو من يحمل إقامة ولكن يعمل بطرق مخالفة للنظام. والتقت "الاقتصادية" في جولتها بعدد من المخالفين وسؤالهم عن الطرق التي يعملون بها وهل يحملون إقامات أو إثباتات لمهنهم التي يزاولونها، حيث قال عبدالغفور خان: "نعم، أحمل إقامة ولكن بمهنة سائق، حيث إنه عند قدومي إلى المملكة وعملي لدى كفيلي نحو ثلاثة أشهر، قال لي إنه لا يستطيع دفع راتبي، وإني أستطيع الذهاب والعمل لدى أشخاص آخرين أو في مهنة أخرى، وقام البعض من الأصدقاء بتوجيهي للعمل في مهنة المقاولات بالأجر اليومي، حيث قمت بشراء معدات خفيفة، وأقف هنا صباح كل يوم، ويأتي الكثير من الأشخاص الذين لديهم أعمال حتى نؤديها في البناء". عمالة تتجول في شوارع جدة أمس بحثا عن عمل. تصوير : عدنان مهدلي - «الاقتصادية» وأشار خان، ذو الجنسية الباكستانية، إلى أن هناك عديدا من شركات المقاولات، تأتي إليهم في بعض الفترات، وتستقطبهم للعمل كعمال بناء بنظام الأجرة اليومية، حيث ذكر اسم إحدى الشركات، وهي من شركات المقاولات الكبرى– تحتفظ الصحيفة باسمها- تقوم بجمع عدد كبير من العمال المخالفين للاستفادة منهم في أعمال مشاريعهم. من جهته، قال لـ"الاقتصادية" اللواء مسعود العدواني، مدير شرطة محافظة جدة، إن الجهات الأمنية في شرطة محافظة جدة تمكنت خلال الشهرين الماضيين من ضبط أكثر من 32800 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وذلك من خلال الجولات الميدانية التي نفذتها جهات الضبط بمتابعة، وقد تم تسليم جميع المضبوطين لجهات الاختصاص لإكمال اللازم حيالهم. سائبون في انتظار فرصة عمل في جدة أمس. وقال العدواني: جدة من المدن التي تعد فيها إحصائيات ضبط العمالة المخالفة ممتازة، حيث إنه خلال الشهرين الماضيين تم تسليم أكثر من 32810 مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل في المملكة، لمركز الإيواء في الشميسي، ولدينا حملات في الصباح والمساء تقوم بها الدوريات الأمنية ويقوم بها الضبط الإدراي متمثلا في قوة الضبط الميداني، بخلاف الحملات التي تقوم بها الجهات الأمنية في الساعات المتأخرة من الليل، وتكون مركزة على المنازل التي يقطنها المخالفون، وذلك بعد التحري من خلال معلومات سرية من البحث الجنائي ومن عمد الأحياء، حيث يتم مداهمة تلك المنازل والقبض على الأشخاص المخالفين بداخلها. وأضاف العدواني: "الإحصائية مقنعة بالنسبة لنا، وذلك منذ بداية تكثيف الحملات خلال الشهرين الماضيين، ومدينة جدة تعتبر مأوى لعديد من المخالفين لنظام الإقامة والعمل، حيث يتجه إليها المتسللون عبر الحدود من الجنوب، أو من خلال موسم العمرة، إلا أن الحملات مستمرة لضبط المخالفين وتحويلهم إلى مركز الإيواء". مجموعة من العمالة تتحلق أمس حول مواطن . وأشار مدير شرطة محافظة جدة إلى أن أكثر من 80 في المائة من المخالفين لنظام الإقامة والعمل الذين تم ضبطهم، يحملون إقامة العمل، وأكثر من هو موجود في الشارع الآن من المخالفين، خاصة من يوجد بالقرب من محال السباكة والبناء، أغلبهم بإقامات، وتحت كفالات مؤسسات وشركات، ويتم القبض عليهم لعملهم لدى الغير أو عملهم لصالحهم، وعند إيصالهم لجهات الاختصاص، وفي حال كان عليه مخالفة من عدم تجديد أو مخالفات أخرى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حسب التعليمات في الجوازات. وبين اللواء العدواني، أن مدينة عصرية مثل جدة عدد سكانها يتجاوز أربعة ملايين ونصف مليون نسمة، لا بد من وجود بعض المخالفين، الذين هم تحت المتابعة والضبط بشكل مستمر بالساعة، ويصل عدد المقبوض عليهم في بعض الأيام إلى 1000 مخالف في اليوم الواحد، ويتم الرفع بتقارير يومية إلى المحافظ حول عمليات القبض. وحول المخالفات التي تترتب على المؤسسات والشركات والأفراد الذين لديهم عمالة تعمل بطرق مخالفة في المنطقة، أفاد اللواء العدواني بأن وزارة العمل مسؤولة عن محاسبة تلك المؤسسات والشركات التي يعمل العاملون تحت كفالتهم بطرق غير نظامية، كما أن الشرطة تشترك وتتعاون مع مكتب العمل في حملات موجهة، سواء في الشوارع أو لدى المؤسسات والمحال التجارية. وشدد مدير شرطة محافظة جدة على أن هناك توجيها من وزارة الداخلية خلال هذه الفترة، ينص على تكثيف الحملات الأمنية بالتعاون مع مكاتب العمل لرصد ومحاسبة المخالفين لنظام الإقامة والعمل في المملكة، مضيفا أن أغلب العمالة التي تم ضبطها هي من الجنسية اليمنية، وتأتي بعدها الجنسيات الإفريقية، ومن ثم الآسيوية.
مشاركة :