يبحث القطريون والإماراتيون وحتى السعوديون عن اقتناص أنصاف الفرص للتعاقد مع نجوم الكرة العالميين، حتى لو كانوا في سن "اليأس الكروي". يدفعون لهم الملايين من أجل اللعب بدورياتهم وربما لعبوا لدقائق فقط،، أما الجزائريون فيرفضون مثل هؤلاء اللاعبين ويديرون ظهورهم للفرص ولو جاءتهم على طبق من ذهب كاملة غير منقوصة! الدوري الجزائري جاءته أخيرا أكبر فرصة في تاريخه لاحتضان نجم عالمي صال وجال بأصقاع الدنيا ولعب لأفضل الأندية في العالم، لكنه أدار ظهره له وقال: " لا نريده ببيتنا"! نادي نصر حسين داي الذي كان في السبعينات والثمانينات مضرب المثل في "تفريخ" النجوم بأمثال رابح ماجر وشعبان مرزقان ومحمود قندوز وعلي فرقاني وياسين بن طلعة وىيت الحسين وغيرهم من نجوم منتخب 1982 حاول تحقيق خبطة عالمية حين قرر التعاقد مع النجم الفرنسي العالمي الرحالة نيكولا أنيلكا. حل بلال بالجزائر العاصمة وتفقد منشآت النادي وأبدى استعداده لحمل ألوان الفريق دون أن يتحدث عن الجانب المالي، لكنه لفت إلى أنه لو كان يبحث عن المال لذهب إلى الخليج بعد مشوار حافل بالألقاب والتتويجات مع تشيلسي وريال مدريد وأرسنال ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وليفربول ومانشستر سيتي والصين والهند. هذه السيرة الثرية كانت كافية لتشفع للرجل الرحالة باللعب للجزائر "التي أحبها" – كما قال-، وتجعل النادي الجزائري يوقع له مغمض العينين حتى لو شارف الأربعين، لكن "فهامة" مسؤولي الكرة بالبلد ضيعت علىيهم فرصة التسويق العالمي لبطولتهم العرجاء، فقرروا وقف العملية بحجة تجاوز اللاعب 27 سنة التي يحددها قانونهم في التعاقد مع اللاعبين الأجانب! هذا القانون الغريب الذي يمنع التعاقد مع نجوم عالميين هو نفسه الذي لا يمنع توريد لاعبين أفارقة حتى لو كانوا "خردة"، بدليل أن جميع اللاعبين الأفارقة الذين تم "توريدهم" خلال الصيف الماضي استغني عنهم خلال الشتاء الحالي بحجة "ضعف البضاعة" لكن بعد أن يكونوا قد نهبوا من أموال الشعب ما نهبوا.. لكن اتحاد الكرة لا يريد، فيما يبدو، أن تتبدى عيوبه في هذا المجال ! أعتقد أن مسؤولي الكرة والأندية الجزائرية في حاجة لمراجعة أنفسهم أولا وقوانينهم ثانيا، فقد كشفت الوقائع أخيرا أن قوانينهم بحاجة للتعديل وليس أدل على ذلك مباراة الكأس بين شباب قسنطينة واتحاد بلعباس التي عرت فعلا التسيير الكروي بالبلاد. فبينما لا تحمل قوانين الكأس أي مواد تعالج حالات اللعب بثلاثة لاعبين أجانب، كما في الدوري، فإن مسؤولي الاتحاد قرروا، هكذا، إعادة المباراة لمجرد أن الفريق الضيف قدم تحفظات ضد مشاركة ثلاثة لاعبين أجانب مع قسنطينة. وبينما تمنع قوانينه عدم تحويل الأموال، التي تمنحها الدولة في إطار دعم ومساعدة الأندية الهاوية، كأجور للاعبين، تتحداه هذه الأندية وتقوم بتسديد أجور اللاعبين منها حتى إذا خوت الخزينة لجأ اللاعبون للإضراب حتى في المباريات الرسمية بشكل قد تتسبب في التأثير على نتائج المباريات خصوصا إذا كان هناك أكثر من فريق ينافس على لقب الصعود (كما حال فريق المسيلة مؤخرا)، لكن الإتحاد، بهيئاته جميعا، يلجأ للصمت المطبق غير آبه بالوضعية أو مبد استعداده لمعالجة الظاهرة! التطور الذي بلغه اتحاد الكرة الجزائري في تسيير المنتخب الأول والنتائج اللافتة التي ما فتيء يحققها، يجب ألا تحجب عنه أخطاءه في تسيير الدوري بمختلف درجاته، أو في حرمان اللاعبين المحليين من المنتخب الأول أو حتى قيامه بحذف نجمة من قميص المنتخب.. تطور الكرة الجزائرية يبدأ من هنا ولا يلغي الآخرين!
مشاركة :